ككل سنة، تنطفئ شموع كانت تضيء الوسط الفني، ممثلون منهم ومغنيون، برز اسمهم في المجال ودخلوا قلوب المغاربة.
“فبراير” تستحضر وإياكم أبرز الوجوه الفنية التي غابت عنا سنة 2022.
فتح الله المغاري.. مبدع “نداء الحسن”
شكلت وفاته حالة من الحزن والأسى والصدمة في قلوب كل من نشأ على صوت فتح الله المغاري، رائد من رواد الأغنية المغربية وأبرز مؤسسيها، حيث غادر فتح الله المغاري إلى دار البقاء في الـ3 من شتنبر 2022، عن عمر 82 سنة، إثر سكتة قلبية بالمستشفى العسكري بالرباط.
رحل الفنان المغربي وترك وراءه ريبرتوارا فنيا غنيا، كتابة تلحينا وغناء، إذ لازالت أغانيه تتردد على لسان كل صغير وكبير، حيث يحتفظ سجله الفني بأغان أشهرها : “ضاعت لي نوارة”، “محال ينساك البال، “مغيارة”، “الله على راحة”، “رجال الله”، دون أن ننسى أنجح أغنية وطنية للراحل “نداء الحسن” والتي كانت بمناسبة تنظيم المسيرة الخضراء.
رشيدة الحراق.. أيقونة الشاشة
انتقلت إلى جوار ربها الممثلة رشيد الحراق في الـ15 من أبريل 2022، عن عمر يناهز 74 سنة، بعد صراع طويل مع مرض السرطان دخلت على إثره الإنعاش قبل أسبوع من وفاتها، بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الرباط.
وتعد الراحلة واحدة من الممثلات القديرات اللواتي قدمن الكثير للمجال الفني، إذ بدأت مشوارها الفني سنة 1969 مع فرقة الاذاعة الوطنية رفقة رفيق عمرها محمد احمد البصري ومحمد حسن الجندي، وحمادي عمور وآخرون.
وقامت بعد ذلك بأول عمل تلفزي من بطولتها تحت عنوان فيلم “ذئاب لا تموت” وبعدها مسلسل “الشرع عطانا ربعة” مع الممثل الراحل عزيز سعد الله وزوجته الممثلة خديجة اسد، ومجموعة من التمثيليات والسهرات الدرامية، كما أسست رفقة زوجها فرقة المسرح الضاحك.
عبد اللطيف هلال.. العملة النادرة
من منا لا يتذكر دوره في مسلسل “الأبرياء” و “موعد مع المجهول” الممثل المتمكن الذي دخل قلب المتفرج دونما أي استئذان، الخلوق المحبوب الذي يشهد له الجميع بطيبته.
انتقل عبد اللطيف هلال إلى جوار ربه في الـ27 من يناير 2022، عن سن يناهز 82 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض.
اشتغل الراحل بسلك التعليم، لكنه استقال منه ليتفرغ للمسرح، حيث بدأ سنة 1963 رفقة مصطفى التومي في مسرحيات “كاليغولا”، “الحقيقة ماتت”، “مونسيرا”، وغيرها، وفي سنة 1967 سيحترف هلال المسرح عبر التحاقه بفرقة «مسرح الناس» لمؤسسها الرائد الطيب الصديقي.
ظلت لعبد اللطيف هلال أعمالا خالدة في ذاكرة المغاربة، من بينها : “المرحوم”، “رصيف السكة”، “ظلال الماضي”، إلى جانب بعض التجارب العربية والأجنبية.
خديجة البيضاوية.. بلبل العيطة
أسلمت خديجة البيضاوية الروح لبارئها في 15 أكتوبر 2022، بعد مدة قصيرة من إصابتها بمرض السرطان، لكنها عانت فيها بتدهور وضعها الصحي بشكل سريع، مما استدعى توقفها عن الخضوع للعلاج الكيميائي .
واحدة من رائدات الفن الشعبي، تلقنت أبجديات فن العيطة المرساوية على يد عدد من الشيوخ، حتى بات لها صيت واسع بفضل خامتها الصوتية وأناقتها التي ظلت محافظة عليها رغم تقدم سنها.
نور الدين بكر.. خسرناك يا حمادي
ودعت الساحة الفنية والجمهور المغربي الممثل نور الدين بكر في الثاني من شتنبر 2022، بعد معاناته التي امتدت طويلا مع سرطان الحنجرة.
الراحل عرف بأدواره الكوميدية التي لفتت الجمهور المغربي، وأكسبته قاعدة جماهيرية كبيرة، فكلمة “راك فالخسران ا حمادي” مات صاحبها ولم تمت، بل زادت شهرة.
بدأ نور الدين بكر مساره الفني مع فرقة “مسرح الحي”، حيث قدّم معها أفضل المسرحيات والتي اُعتبرت الأفضل في تلك الفترة من بينها مسرحيتي “شرح ملح” و”حب وتبن” سنة 1998، بالإضافة إلى مسلسلات وسيتكومات لعل أشهرها مسلسل “سرب الحمام”، “المصابون”، “مقطوع من الشجرة” وأعمال أخرى.
ورغم المرض، كانت آخر مشاركة تلفزيونية للراحل، عبر نافذة السلسلة الكوميدية “زنقة السعادة”، والتي تم عرضها خلال رمضان المنصرم على شاشة القناة الثانية، أثناء حلوله ضيف شرف في إحدى حلقاتها.
عبد القادر البدوي.. عميد البسطاء
ويعد الراحل من أبرز رواد المسرح المغربي، عمل على تجديده وإغنائه على مدار 50 سنة من العمل الفني عبر مئات الأعمال التلفزيونية والمسرحية في إطار فرقة مسرح البدوي، وذلك إلى جانب أخيه الفنان المسرحي عبد الرزاق البدوي، التي استمرت من سنة 1965 إلى 1995.
حفيظة الحسناوية.. صوت العيطة
ترجلت عن صهوة الحياة فنانة العيطة وعضو فرقة ولاد بنعكيدة حفيظة الحسناوية، بعد وعكة صحية أدخلتها المستشفى، بمدينة آسفي.
هذا وقد ألمت بالراحلة وعكة صحية دخلت على إثرها للمستشفى، حيث وافتها المنية، يوم السابع أكتوبر 2022، بمدينة آسفي.
وتعد حفيظة الحسناوية من أشهر مغنيات العيطة ورمزا من رموز هذا الفن، حيث تلقنت أصوله على يد الحاجة الحمونية والشيخة عايدة، قبل أن تلتحق بفرقة ولاد بنعكيدة سنة 1964
كما عرفت الفرقة نقلة نوعية سنة 1977، بعد انضمام الفنانة فاطنة بنت الحسين لها.