[youtube_old_embed]lLaaRVs461E[/youtube_old_embed]
في تجربة فريدة، تم عرض فيلم عن حياة وحضارة العالم أمام أعين مجموعة من قبائل الأمازون، حصة المشاهدة بدأت باندهاش، ثم اختلاط المشاعر بالاستهجان، والاحترام، وانتهت بتحذير العالم من “تلويث حضارتهم”. البداية كانت بعرض صور من قصور فرنسا، حيث أشجار الحدائق قٌصت في أشكال هندسية مثالية، كل ما نتمنى أن نعيش فيه، المفاجأة أن القبيلة استهجنت الأمر ورفضته، ولم تر فيه أية جمالية، بل بالعكس، قرأت في الصورة ما اعتبرته معاناة للشجرة، ففي نظرهم من المحرم تعذيب الشجرة بتصفيفها لأن لها روحا، وهذا يؤذيها. من خضرة الأرض إلى سطح القمر، لم تتغير ردة فعل أبناء القبيلة، فوجؤوا حين عرفوا أن بشرا مثلهم وصلوا لسطح القمر، ليتهموا الحضارة الغربية بإصابة القمر بالمرض، وبهذا اكتشفوا أخيرا أن ازعاج الجرم المنير بهذه الطريقة هي السبب في تكرار ظاهرة الكسوف، وعاتب الأمازوني باقي البشر على هذا بالقول، إن القمر وجد فقط لينيرنا ولا داعي لإزعاجه. ووصف الأمازونيون مرتكبي جريمة 11 شتنبر بالسحرة الأشرار، وأنهم بلا قلب قتلوا أناسا لا يعرفونهم لأسباب غير مفهومة، وتساءلوا لماذا يقتل البشر بعضهم في الحروب الكونية، رغم أنهم لا “يأكلونهم” خصوصا أن ضمير الأمازوني يؤنبه حين يقتل حيوانا لقتل الجوع، فما بالك بالإنسان. أما عند رؤيتهم لعدد من المشاهير فقد اختلفت ردة الفعل، أغربها أن القبيلة البدائية في قلب الأمازون كلها تعرف مايكل جاكسن، لكن لا تعرف زين الدين زيدان، فحين تسمرت أجسادهم وركزت آذانهم على مغنية أوبرا، لينتهي المقطع بتحيتها على شجاعتها، مادامت غنت أمام الكثيرين دون رهبة، وعلى إحساساها، الذي أوصلته لهم رغم أنهم لا يفهمون لغتها. وانتهت التجربة بمهاجمة الحضارة الغربية والشرقية، والعالم الخارجي الذي يحترمون اختلافه رغم أنهم لا يفهمونه، وهددوا بالدفاع عن حضارتهم الفطرية إلى آخر لحظة وأنهم لن يسمحوا لنا بتلويثها.