برز إلى السطح منذ الساعات الأولى ليوم أمس الأربعاء، تحقيقات صحفية نشرت في عدد مع الصحف العالمية كـ”الغارديان” البريطانية و”هآرتس” الإسرائيلية، تفضح تورط شركة إسرائيلية في خلق حسابات مزورة بمنصات التواصل الاجتماعي، هدفها تضليل الرأي العام، و توجيه الانتخابات في منحى يخدم المخابرات الاسرائيلية.
وأظهر التحقيق الذي ترعاه مؤسسة “فوربيدين ستوريز” المتخصصة في نشر التحقيقات الصحفية، أن الشركة الاسرائيلية التي يديرها عملاء في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي “الشاباك”، استعملت تطبيقات وبرمجيات خبيثة في 33 حملة انتخابية، في عدد من دول العالم بمختلف القارات.
وبحسب التحقيق ذاته فإن عنصرًا سابقًا في القوات الخاصة الإسرائيلية يدعى “تل حنان” أدار عمليات الوحدة التي تم كشفها من خلال لقطات ووثائق سرية سرّبها اتحاد الصحافيين الدوليين، مستخدما الاسم الرمزي “فريق خورخي”.
واضطلع هذا الفريق حسب ما روى “تل حنان” لثلاث صحفيين إسرائيليين، أن فريقه نجح في التأثير على 27 عملية انتخابية من أصل 33، يظهر من خلال الوثائق المسربة أن التطبيق استخدم في المغرب أيضا، مع احتمالية استخدامه في الانتخابات العامة الأخيرة في شتنبر 2021.
وأبلغ “تل حنان” المراسلين السريين أن “خدماته”، المدفوعة الأجر، كانت متاحة لوكالات المخابرات والحملات السياسية والشركات الخاصة التي أرادت التلاعب بالرأي العام سرا، وقال إنهم نفذوا عمليات في جميع أنحاء أفريقيا وأميركا الجنوبية والوسطى والولايات المتحدة وأوروبا.
وأشار التقرير إلى أن إحدى خدمات الفريق الرئيسة تمثلت في حزمة برامج متطورة (Advanced Impact Media Solutions) واختصارها “أيمز” (Aims)، تتحكم في جيش ضخم من آلاف الملفات الشخصية المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي: تويتر، لينكدإن، فيسبوك، تليغرام، جي مايل، إنستغرام، ويوتيوب.
وسبق أن تفجرت فضيحة مماثلة فيما يعرف بعملية بيانات “فيسبوك-كامبريدج أناليتيكا” و فضيحة سياسيّة كُبرى تفجّرت في أوائل عام 2018 عندما تم الكشف عن أنّ شركة كامبريدج أناليتيكا قد جمعت “بيانات شخصية” حولَ ملايين الأشخاص على موقع فيسبوك من دون موافقتهم قبل أن تستخدمها لأغراض الدعاية السياسية مساهمة في فوز الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب.