شجعت وزارة الصناعة الإسبانية شركات بلادها، العاملة في الجزائر والمتأثرة بقرار الحكومة الجزائرية بوقف التجارة مع إسبانيا، “تغيير الوجهة إلى دولة أخرى”.
وقررت الجزائر تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، الموقعة مع إسبانيا منذ أكثر من 20 عامًا، وأمرت الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية في الجزائر بوقف المدفوعات من وإلى إسبانيا، مما أثر على جميع أشكال التجارة بين البلدين باستثناء إمدادات الغاز، بسبب قرار مدريد دعم اقتراح المغرب للحكم الذاتي.
وبحسب صحيفة الإندبندينتي الإسبانية، قال مسؤولون كبار في الوزارة الإسبانية، لرجال أعمال إسبان متأثرين بقرار الجزائر إن الحكومة “لا تستطيع أن تعرف ولا تتوقع عواقب” تغيير اتجاهها بعد موقفها من الصحراء ، على العلاقات مع الجزائر.
وبحسب ذات الصحيفة فإن الخسائر المتراكمة على الشركات الإسبانية العاملة في الجزائر تجاوزت 600 مليون يورو وما زالت تتفاقم.
وفي غضون ذلك، تراهن الحكومة الإسبانية، وفق الصحيفة الاسبانية، على المغرب أكثر مما تراهن على الجزائر، لأنها تسعى إلى الاستفادة من المشاريع التي سيتم إطلاقها في المغرب.
كما أقرت الوزارة بأن الوضع مع الجزائر “معقد” وأصرت على أن “المصالح التجارية مع المغرب تفوق المصالح مع الجزائر” ، مشيرة إلى أن الحكومة “ليست مستعدة الآن للتسامح مع الاضطرابات التي يمكن في هذه الحالة أن تعرض العلاقات التجارية للخطر مع المغرب”.
وسلطت وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) الضوء على النتائج والخلاصات الإيجابية للاجتماع رفيع المستوى الـ12 بين المغرب وإسبانيا، الذي انعقد يومي 1 و 2 فبراير في الرباط ، مشيرة إلى أن إن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين تبشر بمستقبل واعد للعلاقات الثنائية، لا سيما في مجال الاستثمار.
وأشارت (إفي)، الاثنين، إلى أن المغرب وإسبانيا عبرا خلال هذه القمة، عن إرادتهما في تعزيز شراكتهما بتوقيع نحو عشرين برتوكول تفاهم في مختلف المجالات وبروتوكول مالي بقيمة 800 مليون يورو لتسهيل الاستثمارات الإسبانية في المغرب.
وحسب وكالة الأنباء الإسبانية، فإن إسبانيا، التي أضحت منذ 10 سنوات الشريك التجاري الأول للمغرب، تتطلع إلى تعزيز استثماراتها في “مشاريع طموحة” أطلقتها المملكة خلال السنوات الأخيرة.
وكتبت الوكالة: “إسبانيا ظلت الشريك التجاري الرئيسي للمغرب منذ أكثر من عقد، مع تدفق 19 مليار يورو في عام 2022، لكنها تطمح أيضا إلى التموقع بين المستثمرين الأجانب الرئيسيين من خلال الاستثمار في المشاريع الطموحة التي تم إطلاقها مؤخرا في المملكة”، موضحة أن قطاعي السكك الحديدية وتحلية مياه البحر يجتذبان بشكل متزايد المقاولات الأيبيرية.