أشاد رئيس الحكومة المغربية السابق سعد الدين العثماني، بتعامل الدولة التركية مع تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد رغم قوته المدمرة، مؤكدا أن استجابتها كانت “فورية ومتطورة ومطمئنة”.
وانتقد العثماني، في مقابلة مع “الأناضول”، تأخر إرسال المجتمع الدولي للمساعدات وفرق الإنقاذ، مشيرا إلى أنه “كان يجب تقديم المساندة اللازمة ماديا ومعنويا وبسرعة، بدلا من التلكؤ الذي عرفته هذه القضية”.
وفجر 6 فبرايرالجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوة الأول 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، تبعهما مئات الهزات الارتدادية العنيفة ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
فورية وآنية
وكونه رئيس حكومة سابق، قيّم العثماني تعامل تركيا مع تداعيات الزلزال، من ناحية سرعة الاستجابة، وآليات الإنقاذ، والخطاب السياسي، وخطط إعادة الإعمار.
فعن مدى سرعة الحكومة في التعامل مع الصدمة، قال: “طمست قوة الزلزال أحياء واندثرت أخرى، ومع ذلك كانت استجابة الدولة التركية آنية وفورية، بكل مؤسساتها”.
وفيما يتعلق بجهود الإنقاذ، أوضح: “جنّدت تركيا كل الوسائل، والمتطورة منها، من أجل إنقاذ المواطنين وإخراجهم من تحت الأنقاض، وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير”.
أما عن تعامل الحكومة التركية مع تداعيات الزلزال، فقال: “على مستوى التواصل السياسي، وتواصل الأزمة، كانت تركيا موفقة بكل مؤسساتها”.
وبخصوص إعادة العمران، أكد أن “ما قررته الدولة التركية من الإسراع بإعادة إعمار المناطق المنكوبة في ظرف سنة، أمر جيد ومطمئن، للذين تضررت بيوتهم”.
وفي 7 فبراير الجاري، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن حكومة البلاد ستبدأ مطلع مارس القادم، بناء 30 ألف وحدة سكنية لمتضرري الزلزال.
** التعاطف الكبير
وعن التعاطف مع ضحايا الزلزال في تركيا، قال العثماني: “شخصيا أثرت الكارثة في (نفسي) بشكل عميق، وتلقيتها بحزن بالغ”.
وأضاف: “عبّرت عن ذلك (الحزن) في حينه، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مراسلاتي واتصالاتي بأصدقائي من الأتراك”.
أما عن تفاعل الشعوب، فقال: “رأينا جميعا كيف كانت الاستجابة من داخل تركيا وفي العالم الإسلامي، بل وفي باقي دول العالم، لتقديم العون للمنكوبين بتوفير المستلزمات لمواجهة الكارثة والتبرع المالي وتوفير الدعم النفسي”.
ومنذ وقوع الزلزال، أعلنت أكثر من 16 دولة عربية إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة وتدشين حملات تبرع لدعم تركيا وسوريا، أبرزها: السعودية، وقطر، والكويت، والإمارات، ومصر.
ووفق العثماني، هذه الاستجابة ظهرت عبر “تنظيم حملات لتنظيم التطوع للمساهمة في عمليات البحث عن الناجين والضحايا، وتأمين التواصل لمعرفة مصير المفقودين، ورفع الدعاء لضحايا الزلزال في المساجد”.
والأحد، أطلقت الجاليات والمنظمات العربية في تركيا، حملة للتبرع بالدم لصالح المصابين جراء الزلزال المدمر.
وبالتنسيق مع الهلال الأحمر التركي ووقف جامع تقسيم، شارك عرب وأتراك في الحملة التي أقيمت ضمن خيمة تابعة للهلال الأحمر في ساحة تقسيم الشهيرة بقلب مدينة إسطنبول.