في الحلقة الثانية من برنامج “حكاوي مع براوي“، عاد المحلل السياسي والاقتصادي جمال بروادي، لسرد بعض كواليس أحداث مولاي بوعزة الشهيرة في 3 مارس 1972، وما تلاها من احتقان كبير بالمغرب.
وأورد جمال برواي قرار الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، إبانها، فصل الجهاز النقابي بقيادة عبد الله ابراهيم والمحجوب بن صديق، عن جهاز الرباط (الجهاز السياسي) بقيادة عبد الرحيم بوعبيد ومحمد اليازغي وبنجلون.
وسرد براوي تفاصيل تجميد الحزب، بسبب الصراع بين توجهين، الأول في المغرب، والثاني بالجارة الجزائر، حيث تشكلت قناعة لدى التوجه الثاني بضرورة حمل السلاح لمواجهة نظام الحسن الثاني.
وتبرأ براودي من الطرح الثوري، حيث كتب، وفق حديثه، أن لم ولن يكن موافقا على العنف، دون أن يسفه الطرح أو يخون أصحابه، مؤكدا أن النظام الجزائري، حينها، استغل الأمر واستعمل “الثوار” لصالحه.
وقال براوي “الحسن الثاني لم يكن ديمقراطيا أو ملك للسويد، كان القمع شديدا وعدد من المعارضين ألقوا في البحر ..”.
وعرج براوي على أحداث بوعزة، التي سبقتها قصة حكاها، عن اتصال الحسن الثاني بصديقه الاتحادي حسن صفي الدين طالبا منه الاتيان ببوعبيد إلى إفران للحديث عن الوضعية السياسية بالمغرب.
وحكى صفي الدين لبرواي، كيف تحفظ في بداية الأمر عن اللقاء بسبب رفقائه المسجونين، قبل أن يعده الراحل الحسن الثاني بمراجعة قرار السجن، وهو ما كان وهم في طريقهم إلى اللقاء بمدينة إفران، حيث أصدر الملك عفوا عن بونعيلات وأحمد بنجلون، قبل أن تندلع أحداث مولاي بوعزة.
وحكى براوي أيضا عن رسالة من محمود بنونة إلى الفقيه البصري، بسبب دعوة الأخير للثورة في المغرب، قبل أن يقتل بنونة خلال الأحداث، ويعيش المغرب حالة احتقان واسع، تلتها حملة اعتقال واسعة نفذها “البوليس السري”، بالموازاة مع اضطرابات كبيرة في الجامعات.
كما ذكر براوي قصة للحسن الثاني مع الحاكم العسكري إسبانيا آنذاك فرانكو، والتي كتبها الدبلوماسي السابق عبد اللطيف الفيلالي.
وكتب بأن فرانكو طلب من الحسن الثاني مساعدته لإقامة دولة في الصحراء، ثم اتصل الملك بعدها بالفيلالي وقال له “هذا الحمار يريد أن أساعده في تأسيس دولة في الصحراء”.
