لم يكن ممكنا أن نحل ضيوفا على الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد دون الخوض في أحداث السياسة والساسة في المغرب.
كان مبرمجا، كما جرى الاتفاق، أن نكتشف الوجه الآخر للقيادية اليسارية البارزة، لكن، جرت الرياح بما تشتهي سفينة السياسية المغربية.
في الحلقات السابقة من الحوار الرمضاني “في ضيافة منيب“، أشادت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، بالمراجعات الفكرية التي قام بها محمد الفايد، المختص في علوم التغذية، حيث يثير الفايد الكثير من الجدل في خرجاته الأخيرة.
منيب، لم تفوت الفرصة، دون العودة إلى الحديث عن مدونة الأسرة، والجدل الذي يعتمل داخل المجتمع المغربي بين النسوانية التقدمية والنسوانية الإسلامية، كما كان عليه الحال قبل 20 سنة.
ودافعت منيب عن توجهات الحركة النسائية بالمغرب، رغم تراجعها، معتبرة أن المغرب يحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى مدونة تقدمية تحصن الأسرة، وتحمي النساء بشكل أساسي، خصوصا في ظل التحولات التي عاشها ويعيشها المغرب.
وقالت منيب إن الحركة النسائية تطالب بإحقاق الحقوق للمرأة والرجل على حد سواء، وليس كما يتم الترويج له.
ووجهت منيب أصابع الاتهام للدولة المغربية في حماية التخلف وتقوية منابع الجهل بمنع تدريس مادة الفلسفة، وتسطيح النقاش وفرض الرأي الأوحد، وإضعاف الحس النقدي في الجامعات المغربية.
في سياق متصل، عبرت منيب عن رفضها للتطرف في كل الاتجاهات، حيث أكدت أنها ترفض تدريس المثلية للأطفال في المدارس المغربية، حيث اعتبرت أن الأمر ليس من صميم الثقافة المغربية الاسلامية.
في حلقة اليوم، كان لنا أن نكتشف طقوس القيادية اليسارية في شهر الصيام، خصوصا في ظل الأحكام المسبقة عن اليسار واليساريين في كل ما يتعلق بالدين والتدين.
منيب، قالت إن شهر رمضان فرصة ثمينة لمراجعة الذات وتخليصها من الشوائب وتصحيح اعتلالات النفس والجسد.
وأكدت منيب أن وزوجها يحرصان، بعد أن صار لزاما عليهما العيش معا بعد أن صار لكل أولادهما حياة خاصة، على الحفاظ على صحتهما بالابتعاد عن الأكل غير الصحي، والتقليل من الأكل عموما لما فيه من فائدة على الصحة، وتوفيرا للوقت والجهد.
ولأن السياسة هي مهمتها الرئيسية، لم تفوت منيب فرصة الحديث عن رمضان، دون أن تدعو إلى استثمار الشهر الفضيل في تحقيق العدل والانصاف ورفع الظلم والحيف عن المقهورين في المغرب، وفق تصريحها.
كما دعت أن يكون شهر الصيام فرصة من أجل مصالحة حقيقية مع الجارتان الجزائر وموريتانيا لما فيها من منفعة لجميع الأطراف.
في حلقة اليوم، تظهر منيب الجانب المتدين من شخصية القيادية اليسارية، حيث أكدت أن القرآن الكريم هو أهم كتاب قرأته.
وأكدت منيب أن القرآن الكريم يحتاج لإلمام شديد بكافة العلوم من أجل استنباط المعاني والمقاصد من كتاب المسلمين.
منيب، ركزت بشدة على الجانب الروحاني في الانسان مؤكدة أن الأمور الروحية ضرورية من أجل حياة سوية، حيث لا يعيش الانسان للأمور المادية فقط، بل يحتاج الروحانيات من أجل فهم الحياة والغاية منها.