هو عبد الله أعكاو، ميكانيكي سجن “تزمامارت” والمتنقل بين زنازينها وجدرانها طيلة 17 سنة من الاعتقال، في السجن الأكثر فظاعة في تاريخ المغرب الحديث.
ورغم مرور أكثر من 30 سنة على إغلاق المعتقل والذي ظل وجوده مجهولا لمدة تقارب العشرين عاما، إلا أن شهادات من أجبروا على ارتياده ممن حالفهم القدر على رواية ما عاشوه من فظاعات وانتهاكات، تظهر أن “تازمامارت” كانت الحلقة الأسوء في مسلسل “سنوات الرصاص”.
شهادات يقف عندها المعتقل السابق أعكاو خلال حوار مصور مع موقع “فبراير.كوم”، ينشر كل يوم خميس وإثنين طيلة شهر رمضان، يحكي فيها ما عاينه في المعتقل الذي بُني في قرية نائية جنوب شرقي المغرب بعد المحاولتين الانقلابيتين اللتين شهدتهما المملكة أوائل سبعينيات القرن الماضي.
في حلقة اليوم من سلسلة “سجين تزمامارت” يحكي أعكاو عن قصص محاكمته رفقة زملائه العسكريين في قاعدة القنيطرة الجوية إضافة إلى مدبري قادة محاولة الانقلاب 1972، أوفقير، أمقران وكويرة.
وتحدث أعكاو عن ظروف المحاكمة الصعبة والتي وصفها بالمحاكمة التي غلب عليها الطابع السياسي، بوجود محامين ينتمون لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والذين أجمعوا على أن معظم العسكريين الخاضعين للمحاكمة لا دخل لهم في السياسة وغير مدركين للوضع السياسي في البلاد.
كما سرد أعكاو كيف استمرت المحاكمة طيلة شهر رمضان وانتهائها مع العيد، وعدم قدرتهم على رؤية عوائلهم طول فترة الاعتقالات، حيث صدرت أحكام تراوحت ما بين 3 سنوات سجنا والإعدام، ليتم بعد ذلك، يروي أعكاو، نقلهم إلى سجن القنيطرة المدني.
ثم عرج أعكاو حاكيا عن صباح يوم صيفي، اعتقدوا فيه أنهم سينقلون لسجن أفضل ويلتحقون بالمدانين على خلفية محاولة الانقلاب 1971 بالصخيرات، إلا أنهم وبعد أن أعصبت أعينهم وسمعوا صوت محركات الطائرة بدأو يحسون بهواجس وخوف كبير من ما قد يحدث لهم خلال الرحلة الجوية أو بعدها.