ترأس الملك محمد السادس، بداية هذا الأسبوع، في القصر الملكي بالرباط، حفل تقديم نموذج سيارة أول مصنع مغربي، والنموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين قام بتطويرها مغربي، وهما مشروعان مبتكران من شأنهما تعزيز علامة “صنع في المغرب”، وتدعيم مكانة المملكة كمنصة تنافسية لإنتاج السيارات.
المحلل الإقتصادي عبد النبي أو العرب، أوضح في تصريح هاتفي لـ”فبراير”، بأن صناعة سيارتين مغربيتين، ليس بالأمر السهل ويتطلب مجهودات واستتماراث ضخمة، بالإضافة إلى خبرات متعددة وأيضا قدرة على اختراق الأسواق.
وأشار المتحدث ذاته، بأن قطاع السيارات، جد تنافسي، كما يعرف موانع الدخول إلى السوق، معبرا عن فرحته بالإستقبال الملكي الذي حظي به المقاولين المغاربة الذين قررا الدخول إلى هذه المعركة الصناعية العالمية.
وأبرز الخبير الإقتصادي في تصريحه لموقعنا، أن الضمانة الملكية تعطي زخما ودفعة قوية جدا لهذه المشاريع من حيث الثقة الي ستكتسبها لدى جميع الفاعلين، من بينهم المستتمرين المحليين والأجانب، بالإضافة إلى الأبناك والمتدخلين في السلسلة، وذلك من حيث تسهيل وتطمين ودعم هذه المشاريع، بالإضافة أيضا إلى المستهلك المحتمل لهذه السيارات سواء كان مغربيا أو أجنبيا لكون أن المغرب منفتح على السوق العالمية، حيث أنه من المؤكد أن هذه السيارة إذا نجحت في السوق الداخلية ستنجح أيضا في السوق الخارجية.
ويعتقد المتحدث ذاته، بأن سيارة مثل هذه لديها من الإمكانات ما سيمكنها من النجاح بقوة، وذلك راجع لكون أن المغاربة لديهم حس وطني بالإضافة إلى الرغبة في تتميم وتشجيع المنتوج الوطني، خاصة وأن الأسعار المعلنة حاليا جد مشجعة.
واسترسل أبو العرب في القول، بانه تبقى فقط بهذا الخصوص مسألة الجودة، حيث تمنى خلال حديثه بأن تكون هذه السيارة المعلن عنها في مستوى الجودة الضرورية، مركزا عن ذلك بأن تكون مستوفية على الأقل الشروط الدنيا حتى يبقى قادرا على اقناع المغاربة وتتبيث عنصر الثقة في هذا المنتوج لدى المستهلك المغربي،
وأضاف الخبير الإقتصادي، قائلا، في حالة ما إذا نجحت السيارة المغربية في إثارة اهتمام المستهلك المغربي، فإنها ستنجح وستأخذ حصتها في السوق المغربية والتي تقدر بمليارات الدراهم، كما أنها ستكون قاعدة للإنطلاق نحو الأسواق العالمية، مشيرا أيضا إلى نجاح سيارات ذات صنع مغربي من قبيل (رونو وداسيا وبيجو..)، في السوق العالمية وتصدر إلى ما يقارب 75 دولة.
أما فيما يخص السيارة ذات الصنع المتعدد الجنسيات، أوضح عزالدين أبو العرب، بأنها سيارة جد متطورة ونظيفة، حيث تشتغل بطاقة الهيدروجين الأخضر، حيث يعتقد بأن هذا المشروع طموح وضخم، مشيرا إلى أن الاستقبال الملكي، هو بمثابة رغبة في توفير أرضية لاستقطاب مستثمرين أجانب ذات قدرة عالية على تطوير مثل هذه السيارات الموجهة إلى الطبقات العليا من السوق، وذلك لكون أن الأثمنة المعلنة جد مرتفعة وتقترب من نوع السيارات الفخمة، وموجهة إلى طبقة معينة للمستهلكين.
وأوضح المتحدث ذاته، بأنه في حالة نجاح توطين هذه السيارة بالمغرب فإنها ستعطي قيمة فخمة وعلامة الجودة المرتفعة لما يسمى بصنع في المغرب، حيث ستكون دفعة قوية للثقة الموجهة للمملكة ولمنظومتها الصناعية المتعلقة بقطاع السيارات، مشيرا إلى أن الاستقبال الملكي يمشي في هذا الإتجاه، ويترجم الرغبة المؤكدة والتابثة في الدفع بهذا القطاع إلى المزيد من التطور والتوسع ومن استقطاب الإستثمارات وخاصة في اتجاه تتمين القدرة المغربية في تطوير السيارة المغربية.
ومن جهة اخرى في اتجاه تطوير السيارات النظيفة والبديلة أو ما يطلق عليها سيارات المستقبل، والتي ستستعمل الكهرباء أو الهيدروجين كطاقة بديلة عن الطاقات الأحفورية، حيث في أفق سنة 2035 سيتم ةمنع هذه السيارات التي تستهلك المحروقات التقليدية كمصدر للطاقة، ولذلك فهذه الخطوة القوية تؤكد للعالم وللمستثمرين إنخراط المغرب تحت القيادة الملكية في مجهودات واستراتيجية توطين المغرب في جغرافية صناعة السيارات البديلة خاصة الكهربائية والهيدروجينية.