فضّل زعيم الحزب الشعبي المعارض في إسبانيا، ألبيرتو نونييز فييخو، المرشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات التشريعية الإسبانية المقبلة، عدم كشف أوراقه تجاه سياسته المستقبلية مع المغرب خصوص فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية ودعم إسبانيا لمقترح المغرب.
ولا يزال السياسي المحافظ يلعب بين حبلي، إرضاء حلفائه المحتملين لتشكيل الحكومة الاسبانية المقبلة، الداعم بعضهم للطرح “الانفصالي”، وتوسيع علاقات حكومته مع المغرب والتي تعتبر من أبجديات الحزب الشعبي خلال فترات حكم الحزب لإسبانيا منذ نهاية حقبة الحاكم العسكري فرانكو.
وخلال مقابلة مع إذاعة “كادينا سير” الإسبانية، أمس الإثنين، تحدث فييخو عن جوانب عدة وقضايا داخلية وخارجية تخص إسبانيا وكيفية تعامله وحزبه معها خلال الحملة الانتخابية وبعد فرز نتائج التصويت المقرر يوم 23 يوليوز المقبل.
ومن المواضيع التي تم التطرق إليها خلال اللقاء، موضوع دعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي المغربية من قبل حكومة بيدرو سانشيز، والتي رأى فييخو بأنها اتفاقية غامضة، لا يعرف أحد شيئا في إسبانيا سوى رئيس الحكومة ووزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس.
وقال فييخو بأنه لا يعرف حيثيات الاتفاق المغربي الاسباني بهذا الشأن، ما يعني عدم وضوح موقفه تجاه الاستمرار في دعم المبادرة المغربية من عدمها، وفق ما جاء في تصريحاته خلال المقابلة الإذاعية.
وأكد فييخو بأنه وفي حال وصوله لرئاسة السلطة المركزية الإسبانية، فسيطرح المسألة على مجلس النواب لمناقشتها مع كافة الأطراف من بينها زعيم المعارضة.
وفي ذات اللقاء، حكى فييخو عن ما دار بينه وبين رئيس الحكومة عزيز أخنوش، العام الماضي، خلال لقاء جمع بينهما بروتردام بالأراضي المنخفضة على هامش عقد مؤتمر حزب الشعب الأوروبي.
ووصف فييخو لقاءه مع أخنوش بـ”الصادق والصريح”، قائلا إن أخنوش سأله عما سيفعله في حال توليه سلطة إسبانيا حول قضية الصحراء المغربية، ليجيبه فييخو حسب قول الأخير في المقابلة، بأنه “لا يعرف”، متأسفا خلال ذات الحوار من قصر مدة لقائه مع أخنوش.
وكانت مخرجات الانتخابات البلدية والجهوية الإسبانية، قد أفرزت، إلى نتيجة شبه محتومة، تتمثل في عودة الحزب الشعبي للحكم، وانهيار حزب سانشيز، الحزب الاشتراكي، الذي أعلن عن تقريب موعد الانتخابات العامة.
وعلى الورق، يتبنى الحزب الشعبي لهجة انتقادية ضد الحكومة، يصر عبرها على أن قرارات بيدرو سانشيز الأخيرة في السياسة الخارجية، ولا سيما التحول التاريخي في الموقف الإسباني من الصحراء المغربية، لها عواقب وخيمة على إسبانيا على عدة جبهات.
ومن المنتظر أن يستمر هذا المستوى من الانتقادات، خاصة وأن إسبانيا تعيش عاما انتخابيا، تتركز فيه الحملات الإنتخابية على انتقاد المنافسين.
بيد أن الحزب وخاصة زعيمه فييخو، ما فتئ يختار كلماته بعناية في خطاباته عند الحديث عن المغرب، راغبا في عدم الانجرار، قبل وصوله للحكم، نحو موقف معين، محاولا اللعب على الحبلين، حبل انتقاد سياسة غريمه سانشيز وحبل التأكيد على دور المغرب في السياسة الخارجية الاسبانية دون إبداء موقف واضح من قضية الصحراء المغربية.
ويصر فييخو في تصريحاته وخطاباته على أولوية المغرب في السياسة الخارجية بالنسبة لحزبه، معتبرا العلاقات بين المملكتين ذات أهمية كبيرة لبلاده للحزب الشعبي.
وفي ذات الصدد ينتقد فييخو خلال خطاباته مواقف رئيس الحكومة الإسبانية مع المغرب، وقبوله بـ”الذل”، وفق تعبير فييخو، بسبب عدم حضور الملك محمد السادس الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين المقام فبراير الماضي.