تعيش العلاقات المغربية الفرنسية توترات دبلوماسية منذ فترة من الزمن، وآخرها عدم استقبال الملك محمد السادس، مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتعزيته في ضحايا زلزال الحوز وعرض مساعدة فرنسا المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ.
وفي هذا الصدد، أكد نيكولا دوبون إينيون، سياسي فرنسي عضو في الجمعية الوطنية الفرنسية، عبر مقطع فيديو مصور على منصة “إكس”، أن الوضع بالمغرب بحد تعبيره يعتبر مأساويا، جراء أحداث الزلزال الأخيرة، التي شردت أسرا، وأنهت حياة أسر أخرى.
وأضاف السياسي أنه اذا لم تكن فرنسا قادرة على تقديم المساعدة في هذا الوقت الصعب لشعب صديق، أي المغرب، فالفرنسيين وجب عليهم أن يعلموا الحقيقة، التي تكمن في السياسة الخارجية لفرنسا، وصفها السياسي الفرنسي ب”الكارثية” والتي اتبعها إيمانويل ماكرون في علاقته مع المغرب على مدى السنوات العديدة الماضية.
وقال في ذات الصدد، “لقد ضحى ماكرون بصداقته مع المغرب من أجل “وهم” تعاون مع سلطة جزائرية لا تمثل الشعب الجزائري”.
وفي سياق متصل، وفيما يتعلق بالعلاقات الفرنسية المغربية، أوضح نيكولا دوبون، أن إيمانويل ماكرون غير عادل مع الحكومة المغربية والشعب المغربي، الأمر الذي انتهى بعدم رغبة الملك محمد السادس والحكومة المغربية، في “الرد على اقتراحات إيمانويل ماكرون في هذه الظروف”.
وذكر دوبون عبر ذات المقطع المصور، أن ماكرون لم يكتفي بإذلال الفرنسين داخليا، بل بلغ به الأمر إلى إذلال رؤساء دول أفريقية، معرجا على ذكر، زيارة الرئيس الفرنسي، إلى دولة إفريقية حيث قال عندما غاب رئيس الدولة، -رئيس دولة بوركينا فاصو- لبضع لحظات، إنه “ذهب لإصلاح مكيف الهواء”، الأمر الذي يظهر مدى استهانته وعنصريته.
وأردف السياسي الفرنسي، أن “هذه العبارات الصغيرة وهذا السلوك الغير ناضج لهما تأثيرات سلبية على سياسة فرنسا الخارجية، لأن زعماء الدول لا يدينون لإيمانويل ماكرون بشيء على الإطلاق”، مؤكدا أن “فرنسا هي من تتحمل عواقب السياسة الخارجية الفاشلة وليس ماكرون”.
وعرج عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، إلى التأكيد على أن الفرنسيين يدفعون الثمن، بتراجع العلاقات الفرنسية مع افريقيا، وعلى رأسها المغرب، كما يدفعون ثمن تخلي السياسة الفرنسية عن استقلاليتها، التي كانت ممثلة في جاك شيراك ودومينيك دو فيلبان، اللذين رفضوا تدخل الولايات المتحدة في العراق، بحد تعبيره.
وخلص المتحدث عينه، إلى التشديد على استعادة فرنسا، لسياستها الخارجية مستقلة غير متحالفة، عادلة، تتحدث إلى شعوب العالم، تستمع إليهم، وتقدم لهم حلولا وصفها بالجريئة، لمكافحة التخلف وتقديم الدعم للبلدان التي تشهد كوارثا طبيعية، مثل ماوقع بالمغرب وليبيا، قائلا في السياق نفسه: “ببساطة، نريد فرنسا كما يجب أن تكون، فرنسا التي يحبها العالم.”