أكد محمد الفيزازي في حوار لـ »فبراير » أن مدونة الأسرة ليست وحيا يوحي، وإنما هي اجتهادات تراكمت بصوابها وعورها، والتذكير بالتجديد من حين لآخر، مطلب شرعي وقانوني.
وأضاف محمد الفيزازي، يجب التدقيق في المصطلحات، لأن مدونة الأسرة ليست مدونة للمرأة وليست مدونة للرجل أيضا، ولكنها مدونة للأسرة والأسرة تتكون من رجل وامراة وأبناء، ومراجعتها تٌسند إلى أكثر من جهة. ثمة الجهة القضائية ووزارة العدل، والمجلس الأعلى للإفتاء سيسهر على مراقبة كل تغيير، وبالتالي ينبغي أن يتم التغيير على أضواء شريعة الإسلام، خصوصا أن أمير المؤمنين قال وذكر غير ما مرة، أنا لن أحلل ما حرم الله ولن أحرم ما حلله الله.
يشتغل المجلس العلمي بالشريعة الإسلامية وهناك فقهاء أجلاء، ولن يسكتوا عن ما يمكنه أن يخرب نصوص الإسلام والسنة، ولهذا، يضيف الفيزازي، أنا شخصيا مطمئن، لكن إذا لقدر الله، وكان ثمة تعديل عكسي لما شرعه الله، فلا أحد يلزمنا بأن نسير عكس اتجاه الشريعة، ونجد في زواج الفتاة نموذجا. مدونة الأسرة الحالية تسمح بزواج المغربية من دون محرم، انطلاقا من اجتهادات أبو حنيفة. لكن هل يتزوج كل المغربيات من دون محرم؟ الحقيقة ان المغربيات يحرصن على الزواج بحضور محرم. المدونة تقول بهذا حتى يعلم من يعلم أن الإسلام مؤصل. وبما انه لم تصدر لحد الآن النسخة المنقحة، فلكل حادث حديث.
لكن، يضيف الفيزازي، مهما بالغوا في تهميش حقوق الرجل وإعطاء المساحة الهائلة للمرأة، أود أن أنبه هنا، مع العلم أن لدي 11 بنتا، وبالتالي أنا أكثر المستفيدين من أي تعديل لصالح المرأة، لكنني أخشى أن يكون هذا التوجه مدعاة لخراب الأسر، وأن توضع الكثير من العراقيل بدعوى حقوق المرأة، وأخشى أن يؤدي ذلك إلى العزوف عن الزواج.
إن الشعب المغربي مسلم، وإذا ما تمت مصادرة حقوق الرجل، على حساب النفخ في حقوق المراة ومغازلتها، فسيكون مدعاة لخراب الأسرة.
ولهذا حذاري من عبارات القوامة للمرأة والمرأة أصبحت مستقلة ووو..، لأن الرجل الذي تتهدده هذا النوع من العبارات يشعر أنه مهدد بالسجن ويبتعد عن الفلسفة الإلاهية التي تقول بأن الزوجة سكن للرجل.. إنهم يريدون للرجل أن يسكن مع المرأة والله يقول بأن تكون المرأة سكن للرجل.