شدد عبد الإله لفحل، المستشار البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، في تعقيب له على رد وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد، أمس الثلاثاء خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أن الثقافة ليست مصدرا لتنمية قدرات الفرد فحسب، وإنما شرطا ضروريا لبناء مجتمع ديمقراطي وعيش مشترك متناغم يتناسب مع ثراء المغرب وتنوعه الثقافي، “كما يمكن لها أن تصبح قطاعا مهما لخلق فرص الشغل والثروة، خصوصا أن المناطق الجبلية تتميز بتنوع في خصائصها الطبيعية ومواردها الترابية التي تشكل رأسمالا تنمويا ينبغي تثمينه واستثماره”، حسب قوله.
وعلى الرغم من تثمين المستشار البرلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار، للمجهودات التي تقوم بها وزارة الشباب والثقافة والتواصل لتأهيل الفضاءات الثقافية، فقد دعا الوزير محمد المهدي بن سعيد، في المقابل، إلى إنشاء مثل هذه المرافق الثقافية في المناطق النائية والجبلية.
وأضاف المستشار البرلماني، إنه رغم توفر المناطق الجبلية النائية على كل هذه الإمكانيات والموارد، سجل لفحل أنها تعرف تأخرا في مجالات التنمية الثقافية والفنية والرياضية، ونقصا هائلا في مجال البنيات التحتية والخدمات الأساسية والفضاءات الثقافية، علما أن المغرب بذل مجهودات مقدرة في تنمية هذه المناطق، إلا أنه يرى أت بعض البرامج المتعلقة بالثقافة تكاد تكون منعدمة في المناطق الجبلية وبعضها أبانت عن محدوديتها في تثمين المؤهلات الثقافية بهذه المناطق.
وفي نفس السياق، قال لفحل إن الحي البرتغالي بمدينة أزمور الجديدة يعد من بين المعالم التاريخية المشهورة في البلاد، كما يرجع تشييده إلى القرن 16، ولكن وحسب نفس المستشار فإن الحي البرتغالي يعاني من “ الإهمال الذي طاله، وهو في أمس الحاجة إلى من يحرره من مظاهر النسيان الذي تحفه من كل جانب، رغم أنه مصنف ضمن التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو منذ 2004″، حسب وصفه.
وطالب المستشار البرلماني وزير الشباب والثقافة والتواصل بإيلاء وإعطاء العناية الخاصة لهذه المعلمة وأن تجعلوا منها نموذجا للنهوض بكافة المعالم الثقافية وخصوصا المناطق الجبلية والنائية.