طرح سعيد العنزي في حواره مع “فبراير”، مجموعة من التساؤلات حول فعلية استثمار المغاربة في الرمزية والتاريخ، وكذا في التراث المادي واللامادي، حيث أن المغاربة أصبحوا يبخسون كل ماهو مغربي.
وقال لعنزي متسائلا: “هل نحن كمغاربة نستثمر في الرمزية والتاريخ؟ هل نستثمر في التراث المادي واللامادي؟ هل الثقافي هو مدخل من مداخل الدمقرطة؟”.
وأشار العنزي في إطار حديثه عن شخصيات تاريخية وتحديدا شخصية عائشة قنديشة والتي هي في الأصل “أليسا أل كونتيسا”، هي مقاومة من مقاومي اللاستعمار البرتغالي، وتأويلها قصتها الحقيقية غايته هو بناء تمثل سلبي عن المقاومة المغربية ضد الاحتلال الاجنبي.
وأشار العنزي إلى أنه لايتم الاستثمار في الرموز التاريخية، حيث أن جل الشباب المغاربة حاليا يجهلون مكان ضريح موحا أوحمو الزياني، الذي قاد أكبر معركة في القارة الإفريقية ضد الاستعمار الفرنسي في منطقة زيان بالحنيفرة.
ويهتم سعيد العنزي بالقضايا المتعلقة بالشق الحقوقي والفكري، حيث يشتغل على مختلف القضايا الوطنية والدولية، حيث أبرز في حديثه لـ”فبراير”، أنه وباعتباره واحد من أبناء الوطن حمل على عاتقه مشاركة هذا الوطن في همومه، إذ ينخرط بسيكولوجيا واجتماعيا لخدمة مختلف القضايا التي تهم المغرب.
وأشار العنزي في حوار له مع “فبراير”، أنه يعي جيدا ما يطال المغرب من تهديدات، في محيط إقليمي يغلي، وتربص الجار الشرقي، بالإضافة الى التحولات التي بات العالم تشهدها، جعلته بصفته باحث وناشط حقوقي يصاب بوعي شقي، وينخرط بعمق لمناقشة مختلف القضايا.
وسجل المتحدث ذاته أن سؤال القيم والأخلاق، فالمجتمع المغربي يخضع لسيرورات من التحول تحت إملاءات ظاهرة العولمة، ولايمكن نهائيا لأي مجتمع أن يضل بمعزل عن هذا التيار الجارف الذي أتت به العولمة.
واعتبر العنزي أن مقاربة القيم في الشارع العام والمدرسة والفضاءات العمومية يفضي الى حقيقة غير قابلة للطعن مفادها أن المجتمع المغربي ينسلخ يوما عن يوم القيم المغربية.
واعتبر المصدر ذاته أن المجتمع المغربي قديما كان بمنأى عن العنف ومنأى عن التعسف والقهر، مبرزا أن المجتمع المغربي كان متضامنا في الأفراح والأقراح، لكن مؤخرا ومع انتشار التفاهة أصبح المجتمع نصطدم بتحولات جارفة.
وأضاف العنزي أن “تمغرابيت”، التي تحمي المغاربة تتعرض للتهديد، من قبل الثقافة التركية ونظيرتها الأوروبية، بالإضافة الى الثقافة الإفريقية مع استقرار الأفارقة في جنوب الصحراء، والتي تحولت بالنسبة لهم من منطقة عبور الى منطقة استقرار.
كل هذه العوامل يؤكد العنزي أنها مؤشرات تلامس بشكل مباشر سؤال القيم، إذ أكد على أن المغاربة ينبغي أن يتشبتوا بقيمهم، وبالهوية التي ينتمون لها وتنطلق من هذه الأرض حتى نظل منآى عن مختلف التهديدات الكونية.