كشفت نعيمة واهلي، عضو لجنة مناهضة التطبيع التربوي، مستجدات حول ما وصفته بـ”تحريف النصوص التعليمية” خلال ندوة نظمتها الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع ودعم القضية الفلسطينية، والتي تزامنت وعقدت بعد تأجيلين، مع الذكرى السنوية لـ”وعد بلفور”.
وكشفت واهلي عن وجود تغييرات جوهرية طالت نصا أدبيا لكاتبة فلسطينية معروفة في المقررات التعليمية، مشيرة إلى أن “التحويرات أفقدت النص مضمونه الأصلي وحولته إلى أداة تخدم التطبيع”.
وأضافت أن النص المعدل “أصبح يسيء للشعب الفلسطيني ويشوه صورته”.
وشددت المتحدثة على استحالة الجمع بين “تعليم جيد يغرس القيم النبيلة كالتضامن وحقوق الإنسان والديمقراطية” وبين “التطبيع مع العدو الصهيوني”، معتبرة ذلك تناقضاً صارخاً.
وحذرت واهلي من خطورة تعريض الأطفال لنصوص تعليمية “مشوهة”، معتبرة أن ذلك “يغرس في وجدانهم وذاكرتهم قيماً مخالفة للإنسانية”.
وأشارت إلى أن الندوة، التي واجهت عراقيل في بثها عبر فيسبوك، تهدف إلى تسليط الضوء على العلاقة بين “تخريب التعليم وتطبيع التربية”.
وفي هذا السياق، حذر معاد الجحري، عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، من خطورة هذا النوع من التطبيع الذي يستهدف بشكل مباشر وعي الأجيال الجديدة.
وأوضح الجحري أن التطبيع التربوي بدأ يتسلل إلى مختلف المراحل التعليمية، من المدارس الإعدادية إلى الثانويات، وصولاً إلى التعليم العالي.
ويأتي هذا في إطار منظومة شاملة تشمل المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية والفلاحية، مما يشكل تهديداً حقيقياً للهوية الوطنية والوعي المجتمعي.
وأشار الجحري إلى أن الشعب المغربي، الذي يمتد ارتباطه التاريخي بالقضية الفلسطينية إلى عهد صلاح الدين الأيوبي، يواجه اليوم محاولات ممنهجة لتغيير وعيه الجمعي.
وأكد أن هذا الارتباط الوجداني بالقضية الفلسطينية ليس مجرد عاطفة عابرة، بل هو جزء أصيل من الهوية المغربية، حيث يعتبر المغاربة القضية الفلسطينية قضية وطنية.
وكشف الجحري عن آليات التطبيع التربوي المختلفة، مثل تقليص المحتوى المتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي في المناهج الدراسية، وتنظيم زيارات طلابية إلى متاحف يهودية تحت شعار “التعايش والتسامح”.
واستشهد بمصطلح “صهر الوعي” الذي أطلقه المفكر الفلسطيني الشهيد وليد أبو ذقة، موضحاً أن العملية تهدف إلى محو الذاكرة الجمعية وإعادة تشكيلها وفق رؤية جديدة.
وشدد الجحري على ضرورة التمييز بين موقف المغاربة من اليهود المغاربة وموقفهم من المشروع الصهيوني، مؤكدا أنه لا توجد مشكلة مع ممارسة اليهود المغاربة لعباداتهم وطقوسهم بحرية، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في محاولات فرض التطبيع مع المشروع الصهيوني الذي يستهدف الهوية والوجود.