شهدت منطقة المحبس في تطور وسصف بـ”الخطير” تصعيدا جديدا من قبل جبهة البوليساريو، حيث وصلت مقذوفاتها إلى مناطق يقطنها مدنيون عُزّل، في خرق صارخ لكافة المواثيق والأعراف الدولية.
وفي السياق ذاته، قد أكد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لعام 2024 استمرار الهجمات العدائية من قبل البوليساريو، مشيراً إلى خطورة هذه الممارسات على سلامة المدنيين في المنطقة، هذا السلوك العدائي لا يتماشى مع ما يدعو إليه مجلس الأمن الدولي من ضرورة الحفاظ على الاستقرار والسعي نحو حل سلمي للنزاع.
وتضيف هذه الهجمات الأخيرة صفحة سوداء جديدة إلى سجل البوليساريو، مما يضعها في موقف حرج أمام المجتمع الدولي، هذا التصرف قد يؤدي إلى تصنيف دولي عاجل للجبهة يزيد من عزلتها السياسية ويضعها خارج إطار العملية السياسية لحل ملف الصحراء، وفقا لما أشار إليه المهتم بالشؤون السياسية، عمر خنيبيلا.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يتطلب موقفا حازما من المجتمع الدولي، يتمثل في إدانة واضحة لهذه الممارسات التي تهدد حياة المدنيين، كما يستدعي الأمر اتخاذ إجراءات عملية لحماية السكان المدنيين وضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات التي تقوض فرص السلام في المنطقة.
هذا ويضع استمرار البوليساريو في نهجها التصعيدي المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية تتطلب تحركا عاجلا وحاسما، فالصمت على مثل هذه الممارسات قد يشجع على المزيد من التصعيد، مما يهدد ليس فقط سلامة المدنيين، بل أيضاً مستقبل العملية السلمية برمتها في المنطقة.
وفي ظل هذه التطورات الخطيرة، أصبح من الضروري على المجتمع الدولي مراجعة آليات التعامل مع هذا الملف، واتخاذ خطوات عملية تضمن احترام قرارات مجلس الأمن وحماية المدنيين. فالوضع الراهن يتطلب موقفا حازما يضع حدا لهذه الممارسات التي تهدد استقرار المنطقة وسلامة سكانها.
ومن جهة آخرى وقبل واقعة المحبس، فقد سبق أن قامت ميلشيات البوليساريو بقصف السمارة ومنطقة أوسرد في وقت سابق، الأمر الذي قابله تنظيم مسيرات حاشدة، بالأقاليم الجنوبية، تنديدا بتفجيرات مدينة السمارة، التي تبنتها جبهة ”البوليساريو” الإنفصالية. ورافضة لاستهداف المدنيين من قبل هذه الجبهة الوهمية.
وجاء تنظيم هذه المسيرات، استجابة لدعوة من شيوخ وقبائل وفعاليات المجتمع المدني بجهة الساقية الحمراء. وذلك ردا على الهجوم الإرهابي التي قامت به عصابة البوليساريو قبل أيام، مما خلف قتيل و3 جرحى.