الرئيسية / سياسة / بنعبد الله: الإعلام المغربي يعيش أزمة بنيوية والتبخيس يهدد الديمقراطية

بنعبد الله: الإعلام المغربي يعيش أزمة بنيوية والتبخيس يهدد الديمقراطية

سياسة
راوية الذهبي 12 أبريل 2025 - 21:00
A+ / A-

قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن النقاش حول أزمة الصحافة المغربية ليس جديدًا، بل هو تكرار مستمر لأسئلة مؤجلة ووعود لم تكتمل، مشيرًا إلى أن الفاعلين في المجال الإعلامي والسياسي يواصلون منذ سنوات التداول في قضايا جوهرية تتعلق بدور الإعلام ومكانته في المشروع الديمقراطي والتنموي الوطني، دون أن يلمسوا تغييرًا حقيقيًّا في العمق.

وأضاف بنعبد الله، الذي كان يتحدث خلال ندوة فكرية بعنوان “الصحافة المغربية: الأزمة الوجودية وسبل الإنقاذ”، أن الفضاء الإعلامي المغربي يراوح مكانه، وأن الطموحات التي حملتها الأجيال السابقة من الإعلاميين والمثقفين والسياسيين لبناء إعلام وطني تنويري، قادر على مواكبة التحولات المجتمعية والاقتصادية والسياسية، لم تُترجم بعد إلى واقع ملموس.

وأوضح أن المشهد الإعلامي يعيش اليوم مفارقة غريبة، إذ إن ما كان يعتبر في التسعينيات مرحلة انتقالية نحو الأفضل، بات يُنظر إليه اليوم كفترة ذهبية مقارنة بما آلت إليه الأوضاع.

واعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن هناك تراجعات واضحة في بنية الإعلام الوطني، سواء على مستوى الاستقلالية أو الجودة أو القدرة على التأثير، مبرزًا أن مداخلة الأستاذ محمد المشيشي العلمي، التي وصفها بالقيمة والدقيقة، قدمت صورة مقلقة للواقع الإعلامي، وعكست عمق الأزمة البنيوية التي يعيشها القطاع، بما تحمله من تآكل في المصداقية، وتراجع في دور الإعلام العمومي، وضعف في قدرة المؤسسات الصحفية على لعب دورها التاريخي.

وتابع بنعبد الله قائلاً إن جزءًا كبيرًا من هذه الأزمة يعود إلى عوامل قديمة، ترتبط بنمط تدبير الدولة لهذا القطاع، وبالبنيات القانونية والتنظيمية التي لم تواكب الطفرات الرقمية والإعلامية، لكن هناك أيضًا أسبابًا جديدة، من بينها اختراقات التكنولوجيا الحديثة التي باتت تفرض تحولات يصعب التحكم فيها، موجهًا انتباه الحاضرين إلى أن بعض هذه التحولات تُستغل خارج إطار المهنية، وتُوظف في تمييع النقاش العمومي، وإضعاف المؤسسات السياسية والإعلامية على حد سواء.

وشدد المتحدث على أن المطلوب اليوم ليس البكاء على الأطلال، بل استعادة النقاش الجدي حول الركائز الأساسية التي يُفترض أن تشكل مرجعية مشتركة لكل الفاعلين.

وقال إن هذه الركائز تتطلب من الفاعلين السياسيين ومن المهنيين في القطاع الإعلامي، ومن القوى الحية في المجتمع، تجاوز منطق التوازي والقطيعة، والاقتناع بأنهم جميعًا في قارب واحد، وأن انهيار أي طرف هو تهديد لباقي المكونات.

وأعرب بنعبد الله عن أسفه لأن الكثيرين وقعوا في فخ التبخيس، سواء عن قصد أو بغير وعي، حيث باتت المواقف الجاهزة تساوي بين الجميع، وتطعن في مصداقية كل ما هو سياسي أو إعلامي، معتبرًا أن هذا التوجه لا يخدم سوى الأطراف التي تسعى إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه، بل إلى تعميق الأزمة وتشويه الفعل العمومي برمته.

وأكد على أن المسعى الديمقراطي المشترك، بما يتطلبه من حرية ومسؤولية ومهنية، يجب أن يظل أفقًا جامعًا، وأن يتم الفصل بوضوح بين النقد البنّاء والتسفيه المُمنهج. كما نبّه إلى خطورة أن يُنظر إلى العمل السياسي باعتباره بلا قيمة، وإلى العمل الصحفي كأداة فاقدة للجدوى، لأن ذلك يُفقد المجتمع توازنه ويُقوض أسس الفعل الديمقراطي.

واعتبر أن تراجع الصحافة التقليدية، وانفجار الفضاء الرقمي، وانتشار المحتوى السطحي، كلها عناصر تعيد طرح سؤال جوهري حول قدرة الدولة والمجتمع معًا على تكييف القواعد والقوانين بما يضمن بقاء الصحافة كسلطة رابعة، لا كأداة لترويج التفاهة أو خدمة المصالح الضيقة.

وختم بنعبد الله مداخلته بالتأكيد على ضرورة الانخراط الجماعي في ورش إنقاذ الإعلام الوطني، بروح مسؤولة وبحوار مفتوح، بعيدًا عن منطق الاتهام المتبادل، وقريبًا من منطق البناء المشترك، داعيًا إلى استرجاع المبادئ التي وحّدت الفاعلين في مراحل تاريخية سابقة، والانفتاح على الوسائل الجديدة دون التفريط في جوهر الرسالة الإعلامية.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة