تعيش مدينة الداخلة، بالصحراء المغربية، على وقع دينامية تنموية “غير مسبوقة” تشمل مختلف أحيائها ومرافقها. مشاريع ضخمة تهدف إلى تحديث البنية التحتية وتحقيق قفزة نوعية في التنمية الحضرية تجعل من المدينة ورشة عمل مفتوحة، تشرف عليها شركات ملتزمة بمعايير الجودة والسلامة وتحترم الآجال المحددة.
وتشمل هذه المشاريع، التي تهدف إلى تحسين جودة حياة السكان وتعزيز جاذبية المدينة كوجهة استثمارية وسياحية، تهيئة واسعة النطاق لعدة محاور رئيسية، ففي شارع الولاء، تسير الأشغال بوتيرة متسارعة، حيث بلغت نسبة إنجاز تهيئة الطرقات 15% من أصل التكلفة الإجمالية التي تقدر بـ 282 مليون درهم، كما تم الانتهاء من الأشغال التحضيرية الخاصة بالإنارة العمومية بنسبة تقدم بلغت 10%، بينما تجري الاستعدادات لإطلاق تهيئة المساحات الخضراء في شهر مارس القادم.
أما البرنامج الأولي للتنمية الحضرية، فيحقق تقدما ملحوظا في مختلف جوانبه، حيث تجاوزت نسبة إنجاز شبكة الصرف الصحي 65% بتكلفة 112 مليون درهم، بينما وصلت نسبة إنجاز شبكة الماء الصالح للشرب إلى 60% بتكلفة 72 مليون درهم. كما تم إنجاز 80% من شبكة مياه الصرف الصحي المعالجة الموجهة لسقي المساحات الخضراء، وهو ما يبشر بتطوير فضاءات خضراء جديدة تضفي جمالية على المدينة، بالإضافة إلى ذلك، تم جمع 95% من النفايات والأنقاض، مما ساهم في تحسين البيئة الحضرية بشكل ملحوظ.
ولا يقتصر الاهتمام على الأحياء الداخلية، بل يمتد ليشمل الواجهة البحرية للمدينة. فقد انطلقت الأشغال في مشروع متكامل لتهيئة الكورنيش وشارع محمد الخامس بتكلفة 124 مليون درهم، بهدف تحويل المنطقة إلى فضاء سياحي وترفيهي متكامل يعزز إشعاع المدينة.
وفي منطقة تاورطة، تشهد الطريق المدارية تقدما ملحوظا، حيث تم تخصيص 119 مليون درهم لإنجازها على مسافة 4 كيلومترات في مدة لا تتجاوز 5 أشهر. ويهدف هذا المشروع إلى فك الاختناق المروري وتسهيل حركة التنقل، وتحويل تاورطة إلى قطب حضري واعد يساهم في التوسع العمراني للمدينة.
وإلى جانب المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية، تولي المدينة اهتماما كبيرا بالخدمات الاجتماعية والصحية. فسيتم إنشاء مركز متخصص لرعاية مرضى التوحد ومركز متطور لتصفية الكلى، بتكلفة 21 مليون درهم لكل منهما، وهو ما يعكس حرص المدينة على توفير رعاية صحية واجتماعية متكاملة لجميع السكان.
هذه المشاريع المتسارعة تهدف إلى مواكبة المشاريع الكبرى التي تهدف إلى جعل جهة الداخلة في مقدمة الجهات المتقدمة، باعتبارها بوابة المغرب نحو الدول الإفريقية. ومن خلال هذه التحسينات التنموية، تعزز الداخلة مكانتها كمركز حضري متطور يواكب احتياجات ساكنتها وتطلعاتها المستقبلية، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار للمنطقة بأسرها.
