الرئيسية / نبض المجتمع / فبراير تزور أشهر تذكار للرحالة "فيوشانج" الملقب بـ"مجنون السمارة" فما القصة ؟

فبراير تزور أشهر تذكار للرحالة "فيوشانج" الملقب بـ"مجنون السمارة" فما القصة ؟

السمارة- ميشيل فيوشونج
نبض المجتمع
فريد أزركي من السمارة 16 مايو 2025 - 18:00
A+ / A-

مدينة السمارة ومنذ القدم، شغلت عقول الرحالة والمؤرخين، وأثارت فضولهم لاكتشاف كنوزها الخفية.

وفي الفاتح من نونبر عام 1930، انطلق ميشيل فيوشونج، الرحالة الفرنسي الشاب، في مغامرة مجنونة نحو سمارة، متحديًا الصعاب والمخاطر، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: الوصول إلى هذه المدينة الغامضة. “سأتحمل أي شيء، سأنام في أي مكان، والهدف واحد: الوصول إلى سمارة”، هكذا عبر فيوشونج، عن فضوله لاكتشاف هذه المدينة، مجسدا شغفه وحبه لها.

“مجنون سمارة”.. رحلة بلا عودة:

وصفته الكتابات التاريخية بـ “مجنون سمارة”، لما أبداه من إصرار وشغف لاكتشاف المدينة، انطلق فيوشونج في رحلة محفوفة بالمخاطر، في وقت كان فيه الوصول إلى سمارة أمرًا صعبًا للغاية. صعوبة التضاريس، وقلة الموارد، واختلاف اللغة والعادات، لم تثنه عن عزمه.

وقال الدكتور محمد مولود أمنكور، باحث في التراث والتنمية السياحية، إن “فيوشونج وصل إلى المدينة العلمية، محققًا حلمه الذي طال انتظاره، إلا أن القدر لم يمهله طويلًا، فبعد ثلاث ساعات فقط، غادر المدينة في رحلة بلا عودة. العياء وقلة الزاد والمرض، أودوا بحياته في طريق العودة، وتوفي الشاب الطموح عن عمر يناهز 26 عامًا”.

“تركت كلمات فيوشونج الأخيرة لأخيه أثرًا عميقًا: “الحياة ستبدأ بعد مدينة سمارة”، ورغم أن الموت حال دون تحقيق هذا الحلم، إلا أن رحلته البطولية ظلت محفورة في ذاكرة المدينة، ومصدر إلهام للأجيال”. يضيف الدكتور.

عاصمة العلم والروح:

تعتبر العاصمة العلمية والروحية للأقاليم الجنوبية، فهي مدينة ضاربة في عمق التاريخ، جمعت بين العلم والأدب، وحافظت على عادات وتقاليد رفيعة تستنبط أصولها من مجتمع معروف بالأصالة والكرم.

تقول ميمونة دادة وهي مهتمة بالتراث ومن ساكنة المدينة: “سمارة، كما يعرف الجميع، هي ضاربة في عمق التاريخ، وهي العاصمة العلمية والروحية للأقاليم الجنوبية.”مضيفة: “العاصمة العلمية للصحراء هي السماره فيها الحمد لله الزوايا من جميع القبائل الناس اولياء الله الصالحين”.

مدينة تحافظ على هويتها:

رغم التطور العمراني ومواكبة المدينة للتحديث، إلا أن سكان العاصمة العلمية، حرصوا على الحفاظ على تركيبة مجتمعهم العريق، البيوت القديمة، والمسائل الأثرية، والعادات والتقاليد المتوارثة، كلها شواهد حية على أصالة المدينة.

سمارة.. قصة صمود:

سمارة، على مر التاريخ، ظلت حاضنة للتراث والثقافة، متجذرة في أعماق الصحراء، فرغم رياح التغيير ومتطلبات التطور العمراني، احتفظت بروحها الأصيلة وهويتها المتفردة، لتنسج فصول قصة مدينة صمدت في وجه الزمن، وعراقة مكان سحر الرحالة والمؤرخين برمالها وأرضها.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة