الرئيسية / نبض المجتمع / صور.. مؤسسات تعليمية بدون ماء: مشكلة موارد أم أزمة حكامة؟

صور.. مؤسسات تعليمية بدون ماء: مشكلة موارد أم أزمة حكامة؟

نبض المجتمع

تلاميذ يشربون مياه غير صالحة وأخرون يجلبون الماء من منازلهم والمؤسسات المعنية خارج التغطية بجماعة دار بوعزة اقليم النواصر

تحقيق صحفي أنجزه تلاميذ نادي البيئة والصحة بثانوية  خديجة أم المؤمنين في اطار مبادرة الصحفيين الشباب من أجل البيئة

تعيش عدة مؤسسات تعليمية بجماعة دار بوعزة إقليم النواصر على واقع غياب الماء الصالح للشرب لتلاميذ يقطعون كيلومترات عديد من اجل الوصول الى أقسام الدراسة فيلجؤون لجلب الماء في محافظهم المثقلة بالكتب واللوازم المدرسية أو يضطرون في كثير من الحالات لشرب مياه غير صالحة للشرب توجد في صنابير متهترئة داخل المؤسسات تهددهم سلامتهم الصحية . ليستمر طرح سؤال عريض حول المشكل : هل غياب الماء داخل المؤسسات التعليمية راجع الى نقص حاد في الموارد المائية بالجهة خاصة ظل الحديث عن أزمة عطش في العديد  من المناطق المغربية بسبب الجفاف والتغيرات المناخية أم ان الامر يتعلق بغياب الحكامة في تدبير هذه المادة الحيوية وضعف تأهيل الفضاء التربوي من طرف القائمين على الشأن التربوي بالاقليم.

رد إدارات المؤسسات التعليمية على السؤال المطروح كان مقنعا الى حد كبير حيث قدمت مديرة اعدادية خديجة أم المؤمنين السيدة مريم بن بخثة معطيات مهمة في هذا الصدد : ”لقد قمنا بعدة إجراءات أهمها حفر بئر بالمؤسسة بمساعدة بعض المحسنين وشراء مضخة وكل المعدات اللازمة لربط المؤسسة بالماء هذه الإجراءات اصطدمت بوجود نسبة عالية من الكلس في الماء مما يجعله غير صالح للشرب الشيئ جعل إدارة المؤسسة تحتفظ به للمرافق الصحية ولسقي المغروسات وباقي الاستعمالات الأخرى فصارت المؤسسة نظيفة وأصبحت لنا حديقة بالمؤسسة ومرافق صحية، لقد تم حل نصف المشكلة وبقي نصفها الأهم : الماء الصالح للشرب، لكن كما يقال اليد الواحدة لاتصفق، وأفادت أيضا ان راسلت الجهات المعنية بالماء لربط المؤسسة بالماء منذ مدة ” ولكن على ما يبدو ان هذه الجهات لا تستوعب جيدا معنى أن يبقى الالاف التلاميذ بدون ماء في المؤسسات التعليمية .

من جهته مدير الثانوية التأهيلية محمد الكغاط أكد نفس المعطيات حيث قال ” المؤسسة لا تتوفر على ماء صالح للشرب لقد قمنا بحفر بئرين داخل المؤسسة لكنهما غير صالحين للشرب، لقد قمنا بكل ما نستطيع ومسؤولية الماء بالمؤسسات التعليمية ترجع للقطاع العام، اننا نشتري للتلاميذ وجمعية الإباء لا تقوم بأي مجهود في هذا الصدد” لكن فريقنا عاين أوضاعا مزرية بالمؤسسة المذكورة ليس هناك أي شراء للماء للتلاميذ والمرافق الصحية في وضعية غير صحية كما أكد لنا تلاميذ وجدناهم في بوابة المؤسسة. انتقلنا الى مؤسسة ابن خلدون الابتدائية للبحث عن أي مبادرات وجدت حلا لمشكل الماء لكننا وجدنا المدير خارج فترة عمله ليؤكد لنا الأهالي ان المشكل نفسه في المنطقة وان التلاميذ يضطرون لجلب الصالح للشرب في محافظهم .

لفهم وضعية الموارد المائية بالمنطقة وما اذا كان المشكل يتعلق بالموارد المائية لا بتدبيرها يجيب الباحث محمد عباري (طالب بسلك الدكتوراه بمختبر البحث   laboratoire de l’environnement appliquée بكلية العلوم والتقنيات بسطات ) على السؤال المطروح” صحيح ان هناك مشكلة حقيقية في الموارد المائية بجهة الدار البيضاء سطات وذلك راجع للاستنزاف الكبير الذي تتعرض له المياه الجوفية والسطحية على السواء لكننا لم نصل بعد الى العجز عن ربط الساكنة بالماء وبالتالي فان غياب الماء الشروب في بعض المناطق غير متعلق بالموارد المائية. تستمد الدار البيضاء مياهها الصالحة للشرب من مصدرين اساسين هما سدي الدورات وسيدي سعيد معاشو على نهر أم الربيع وسد سيدي محمد بن عبد الله على نهر أبي رقراق. يتم توزيع هذه المياه على مختلف مناطق الدار البيضاء بعد معالجتها. بخصوص المياه الجوفية فجودتها ضعيفة في أغلب الحالات وذلك بسبب الملوحة المرتفعة ونسبة الكلس تحت تأثير مياه البحر والصخور الكلسية إضافة الى التلوث الناتج عن استعمال الأسمدة والمبيدات الكميائية لذلك فان حل إشكالية الماء بمنطقتكم لن يكون بالاعتماد على المياه الجوفية .

 

جمعيات اباء واولياء التلاميذ تلقي باللائمة على المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر بإقليم النواصر وكذا الاكاديمية الجهوية الدار البيضاء سطات يوضح السيد بوشعيب الاشهب رئيس احدى جمعيات الإباء بالمنطقة ردا على سؤالنا حول المشكل المطروح ” المديرية الإقليمية هي المسؤولة عن مشكل الماء بالمؤسسات التعليمية ونحن كممثلين عن التلاميذ قمنا بدورنا  لقد راسلنا عامل إقليم النواصر حول ربط المؤسسة بالصرف الصحي والماء الصالح للشرب لكن لا جواب لحد الساعة ونحن لن نقف مكتوفي الايدي اتجاه هذا الموضوع سنقوم بمجهوداتنا بكل الإمكانات المتاحة امامنا ”

وللدور الأساسي الذي تلعبه المؤسسات المنتخبة في تدبير المؤسسات التعليمية خاصة أن التشريعات في هذا الصدد تنص على عضوية المجلس الجماعي في مجلس تدبير المؤسسة، نقلنا أسئلتنا الى بعض المنتخبين بمنطقة دار السطاش التابعة لجماعة دار بوعزة حيث تتواجد المؤسسة المذكورة، فبعد أن رفض الجميع الحديث الينا توصلنا برسالة جوابية على أسئلتنا من السيد عثمان عبد الرحيم  مستشار جماعي بجماعة دار بوعزة يؤكد فيها أن مسؤولية ربط المؤسسات بالماء الشروب يرجع الى القطاعات التي تنتمي اليها وأن الجماعة الترابية غير مسؤولة عن الموضوع ، مستشار اخر رفض اعطائنا اسمه ” نحن غير مسؤولين على المدارس والمستشفيات وجمعية الإباء هي المسؤولة، نحن نقوم بخدمة المواطنين فقط ”  لا نعلم حقيقة ما هي هذه الخدمة التي يقوم هؤلاء المنتخبون اذا لم يرافعوا من اجل ربط المؤسسات التعليمية بالماء الشروب ما يجعلنا أمام استنتاجات عدة ليس أقلها  غياب الحكامة المحلية وتعقيد المساطر الإدارية على مستوى تدبير الموارد الطبيعية وجهل تام للمؤسسات المنتخبة بالتشريعات والقوانين بل بدورها في التنمية المحلية وخاصة منها تلك التي تسمى تنمية مستدامة. حيث تؤكد كل التوصيات الصادرة عن المؤتمرات الدولية حول البيئة والمناخ على ضرورة وضع استراتيجية محلية للتنمية المستدامة على مستوى الجماعات المحلية وفي كل المؤسسات القائمة على تراب جماعة معينة.

يبدو أن مواردنا الطبيعية وعلى رأسها الماء سوف تتعرض الى مزيد من التدهور والاستغلال المفرط كما تؤكد الدراسات الصادرة في هذا الصدد ليس بفعل التغيرات المناخية وفقط بل بغياب حكامة محلية ووطنية ووعي جماعي بخطورة تدهور الإرث الطبيعي للأجيال الحالية واللاحقة  للاستفادة المعقلنة من هذه الموارد وحمايتها لنا نحن الأجيال القادمة والذي يبدو أننا نحن من سيدفع الفاتورة.

 

 

 

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة