موقع »فبراير.كوم » يحط رحال بمنطقة « إزوران » بوسط مدينة ايمنتانوت، التي تبعد بحوالي 500 كيلومتر، عن العاصمة الاقتصادية، لينقل لزواره وقرائه الكرام، هذه الاحتفالات التي ينظمها شباب يافعين، أملا منهم لإخراج أيام العيد من الروتينية اليومية، بلباسهم المشكل من جلد الماعز لشخصيات أسطورية، تختلف تسمياتها حسب المناطق، »بوجلود » و »هرما » أو »بيلماون »، إذ أمتعوا الجموع الغفيرة برقصات ولوحات فنية ألفت ساكنة المدينة الاستمتاع بها ومشاهدتها في ثاني أيام عيد الأضحى.
استقبلنا في الأول رئيس جمعية بوجلود « إزوران » إيمنتانوت، « محمد أوبها » شخص في العشرينيات من العمر، وبدا يشرح لنا طريقة لباس « بوجلود » الذي يتكون من جلد الماعز، مؤكدا في نفس الوقت على أن « هذا المهرجان الذي ينظمه أبناء إزوران » يروم أساسا للمساهمة في المحافظة على هذا التراث اللامادي للمملكة، وفسح المجال أمام شباب الحي لإبراز مواهبهم، إضافة إلى إهداء الفرجة لساكنة الحي المتعطشة للأنشطة الثقافية والاجتماعية.
وأكد « أوبها » قائد المجموعة الذي يسعى كل سنة لتقديم الأفضل، أنه بالرغم من إنعدام الدعم المادي لهذا المهرجان الفلكلوري السنوي، فإن الأخير تمكن من ضمان استمراريته ولم يفتأ يتطور ليتمكن من جمع مختلف رقصات « بوجلود » على الصعيد الوطني.
فلكلور بوجلور بايمنتانوت وفرقته « إزوران »، يحمل صبغة خاصة، بتنظيم محكم، وتقسيم للأدوار، اذ تقوم كل فرقة من داخل المجموعة بارتداء لباس موحد، فرقة « طبول » وفرقة « تسكوين » و فرقة « تعزة » الى جانب « هرما » الذي يلبس بدوره لباسا موحدا.
مباشرة بعد صلاة العصر، ثاني أيام عيد الأضحى، يبدأ أفراد فرقة « بوجلود » في الإنطلاق، لتجول في دروب الأحياء السكنية، لإيمنتانوت، وتتكون المجموعة من أكثر 20 شخصا، بعضهم يضرب الطبل وفق ضربات متتالية محدثا لحنا شبيها بالألحان الإفريقية الصادحة، وبعضهم يرقص على هذه النغمات، وبعضهم الآخر يقوم بطرد الأطفال الذي يتبعونه ويبعدهم إلى أقصى مدى ممكن، لسماح للموكب للمرور.
الفرقة وهي تتجول وسط دروب ايمنتانوت، عرفت اقبلا جماهيرا غفيرا من كل الفئات نساءا ورجال واطفال صغار، الكل يرقص على نغمات بوجلود، التي تتخلدها الساكنة كل سنة.
هكذا استمرت الاحتفالات إلى ساعات متأخرة من الليل، وسط تجمع كبير للساكنة، الذين حجوا من مختلف مناطق المجاورة للمدينة.
ويعتبر المعجبون بكرنفالات « بوجلود »، والتي ينظم لأربعة أيام خلال عيد الأضحى، بمختلف المناطق، « ايمنتانوت » و »ادويران »، أنها تبرز التراث الثقافي والإنساني والحضاري الباهر للأمازيغ، كما أنها عبارة عن أشكال ما قبل مسرحية، يستمتع بها أهل هذه المناطق، فضلاً عن آلاف السياح الذي يأتون خصيصاً لمشاهدة كرنفال « بوجلود » على حد تعبيرهم.
كما أكد أغلبية الساكنة الذين تحدثوا لـ »فبراير »، أن فلكلور « بوجلود » تراث مغربي وجب المحافظة عليه، فأصله هو نشر الفرحة والسرور وجمع المال من أجل أهداف خيرية، وكشكل فرجوي مغربي، مطالبين من الدولة لجعله في قائمة الفنون الإبداعية التراثية التي تحتاج لاهتمام ولتقدير بالغ، فالأكيد أنه سيكون مفخرة لبلد اسمه المغرب أثبت على الدوام أن ثقافته وفنونه جواهر ترصع الإبداع العالمي.
