أغلقت السلطات المغربية، نهاية الأسبوع الماضي، السفارة الليبية بالرباط، بعد خلاف بين حكومة الوفاق التي يقودها فائز السرج والسفير الليبي بالرباط عبد المجيد سيف النصر.
سبب الصراع حسب ما ذكرته مصادر إعلامية ليبية، بدأ قبل أشهر، حين انتهاء مهام السفير سيف النصر، الذي رفض تسليم السفارة للموظف الأقدم.
ذات المصادر الليبية، كشفت أن سيف النصر أغلق السفارة في وجه اللجنة المكلفة بالتسليم، وهدد بإعلان ولائه للحكومة الموازية في شرق ليبيا التي يقودها عبد الله الثني، في حالة تم إجباره على المغادرة.
بسبب هذا الخلاف بين السفير الليبي بالمغرب وحكومة الوفاق الليبيبة، أعلن السراج عن تعيين سفيرة ليبية لها بالمغرب، هي رانيا الصيد، حيث اعتبر سيف النصر تدخل حكومة السراج منحازا لصالح طرف على آخر، وهو ما دفعه لمراسلة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، لتتدخل السلطات المغربية وتغلق السفارة الليبية في الرباط.
وحول سؤالنا عن تجليات وأبعاد غلق السفارة الليبية بالرباط على العلاقات الدبلوماسية المغربية الليبية، قال الباحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، كريم عايش، “طبيعي أن تمتد الصراعات بين طرفي الأزمة الليبية إلى خارج حدود البلد، وهو ما جعل العديد من الدول تتدخل سواءا بالتمويل، السلاح أو العنصر البشري”.
وأضاف عايش في تصريح لـ”فبراير”، “أن المغرب كان واضحا منذ البداية في دعم الثورة الشعبية الليبية لبناء نظام ديمقراطي يمثل كافة أطياف الشعب الليبي في ظل سيادته الوطنية”. واتفاق الصخيرات يضيف المتحدث، “شاهد على الجهد المغربي لحل الأزمة وتمكين كل الأطراف من أخذ أماكنها على الخريطة السياسية الليبية بتوافق ومباركة من دول العالم، غير أن الأمور لم تسِر كما سُطّر لها واستمر الخلاف، ووصلت شرارته إلى الرباط وبالضبط سفارة ليبيا بالمغرب والتي تدين بالولاء لحكومة الوفاق الوطني”.
وتابع عايش أن “السفير عبد المجيد سيف النصر عضو بالمجلس الوطني الانتقالي ورئيس اللجنة الأمنية العليا ومرشح المجلس الرئاسي الليبي، وحسب ما يتداول من مصدر دبلوماسي فالخلاف بين السفير والحكومة التي يمثلها سببٌ في إقدام الرباط على التدخل لحين توضيح الأمور بين مختلف الاطراف، إذ لا تريد الرباط أن تصدر الأخبار العالمية بخصوص ملف ليبيا في هذا الجانب، إذ عملت الرباط على نقل خلاف السفير وحكومته إلى طرابلس، فهناك يكون النقاش والحل وليس على قنوات الفضائيات وتحت وقع البيانات”.
كما أن من شأن تهديدات السفير بالولاء لحفتر حسب عايش، “إحراج الرباط والتي لها علاقة بالطرفين مع سعيها على الحفاظ على الوضع القائم لدعم التوازنات الدبلوماسية والإبقاء على اتفاق الصخيرات على طاولة الطرفين بليبيا، وأي تغير في مواقف الرباط وطرابلس وبنغازي، سيدخل الجميع في إشكالات سطحية وبروتوكولية لن تفيد حل الأزمة، بل سترهق الرباط وتحولها لمحطة جديدة من الصراعات الدبلوماسية، كما ربما سيفتح باب التأويلات ومحاولات التدخل في هذا الباب”.
وأكد كريم عايش، أن عبد المجيد سيف النصر، هو “أحد قيادي ثوار 17 فبراير، معروف بتوجهه الوحدوي الليبي ويملك قاعدة شعبية تمده بقوة يسعى من خلالها إلى فرض وجوده كلاعب أساسي على رقعة الأزمة بليبيا، لذلك كان على الرباط نقل الخلاف من السفارة بالمغرب إلى قاعات حكومة السراج بطرابلس مع العمل على متابعة الأمور مع الحفاظ على وحدة الصف والهدف”.
