دفعت الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والجزائر إلى تعزيز الأخيرة علاقاتها التجارية مع روسيا، حليفها التقليدي، وكان آخرها استبدال خدمات مكافحة الحرائق التي تقدمها شركة إسبانية باستئجار طائرات روسية مخصصة للغرض ذاته من نوع Berieve b-200.
وعلى الرغم من ارتفاع الحرائق في أوروبا وشمال إفريقيا، قررت السلطات الجزائرية، حسب صحيفة “الإسبانيول” القريبة من مصادر القرار في مدريد، إلغاء العقد مع شركة PLYSA، التي تقدم خدمات الوقاية الجوية ومكافحة الحرائق في جنوب أوروبا، شمال إفريقيا وأمريكا الجنوبية، بسبب الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا.
وفي غشت من العام الماضي، وفي وقت حرج بالنسبة شبت فيه الحرائق في الجزائر، أرسلت PLYSA طائرات إلى البلد المغاربي في غضون 24 ساعة، حيث يعاني الشمال الجزائري من حرائق مدمرة كل صيف.
وكانت حرائق عام 2021 في تيزي وزو، لمنطقة القبائل، من الأكثر دموية، إذ تسببت في سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى وأضرار مادية كبيرة.
وذكرت الشركة الاسبانية، حسب الإسبانيول، أنها لا تزال تنتظر عودة العلاقات التجارية في المستقبل، وتتيح القاذفات المائية للسلطات الجزائرية في حالة الضرورة في أي وقت.
وفي الإطار ذاته، قد تدفع الحرائق المستعرة في شمال المغرب، السلطات إلى استغلال فسخ الجزائر عقدها مع الشركة الإسبانية، وتعزيز أسطولها الجوي المكون من طائرات “كانادير” و”توربو تراش”.
وعملا بما قامت به الشركة الإسبانية مع الجزائر، من الممكن الاستفادة من الأسطول الإسباني خلال سويعات، نظرا للتقارب الجغرافي بين البلدين والعلاقات التجارية والدبلوماسية المكثفة بين مدريد والرباط.
وكانت العلاقات الجزائرية الاسبانية، تأزمت بعد أن علقت الجزائر اتفاق الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا في 8 يونيو بسبب قرار بيدرو سانشيز دعم خطة الحكم الذاتي المغربية.
وفي نفس اليوم، أصدرت الجزائر أمرا بتجميد الديون المباشرة المتعلقة بعمليات التجارة الخارجية للمنتجات والخدمات من وإلى إسبانيا اعتبارًا من 9 يونيو، مما منع التجارة بين إسبانيا والجزائر.
في غضون ذلك، تعمل الجزائر منذ أسابيع قليلة مع Beriev Be-200 التابع لوزارة حالات الطوارئ الروسية، وسيتم تعزيز هذا الأسطول من طائرات مكافحة الحرائق في الأيام المقبلة، وفقًا لموقع الدفاع الجزائري Menadefense .
