انطلق منذ شهر تقريبا وسم #Degage_Akhnnouch على مواقع التواصل الاجتماعي، التويتر والفايسبوك، وأخذ منحى تصاعديا إلى أن بلغ ما يقارب المليونين من الذين نشروا هذا الرسم…
يفترض أنه حملة ضغط من أجل رحيل رئيس الحكومة ومن أجل تخفيض الأسعار، فهل يمكن الرجاء منها تحقيق أهدافها؟ وبأي شكل؟ وفي أي سياق؟
الهاشتاغ هو وسيلة ضغط افتراضية، متوطنة في نسق افتراضي لا يمكن نكران ارتباطه ببنية ثقافية واجتماعية وسياسية غربية، مبنية على قيم الديمقراطية وحرية التعبير والحكامة السياسية…
بمعنى أن المواطن الغربي بشكل عام، وهو يستعمل الهاشتاغ، فإنما يستعمل جزء من صوته كمصدر للسلطة، هذا الجزء هو الجانب الافتراضي، الذي لا تختلف ميكانيزمات ممارسة السياسة فيه عما يدور في أرض الواقع…
والحاكم، أو السلطة المدبرة للشأن العمومي بشكل عام، تنتبه في ثنايا هذا الافتراضي، إلى الأصوات المعارضة، والأصوات الغاضبة، لذا لن نستغرب من التفاعل الذي يبديه المسؤولون الغربيون اتجاه حملات الهاشتاغ، كما أننا يمكن فهم بنيات الحكم التقليدي انطلاقا من مؤشرات هذا التفاعل في حد ذاته…
ربط الواقع السياسي العملي، بنسخته الافتراضية، وتمثل جميع آليات الاشتغال فيهما سويا، يعطي للهاشتاغ قوته، ويحوله بالفعل إلى أداة نضالية قادرة على احداث تأثير ما..
هذه الرؤية هي ما تجعل من استعمال الهاشتاغ في النسق المغربي معيبا، فالبنية الافتراضية منزاحة بشكل قهقرى عن البنية السياسية والاجتماعية التي تتحرك فيها القرارات الفعلية فيما يخص تدبير الشأن العام…
النواميس التي تحكم الواقع لا علاقة لها بمظاهر حرية التعبير في الافتراضي، ولا بالنقاش العقلاني ولا بشكل التكتلات وأحجام الضغوط التي قد نتوهمها في العالمين الأزرقين، الفايسبوك والتويتر…
أقصى ما يمكن أن يحققه الهاشتاغ هو احراج مرحلي دون أن يستطيع بلورة هذا الضغط واقعيا، لكن في ذات الوقت أخطر ما يمكن أن يحدثه هو الحاق العالم الافتراضي بالميوعة النضالية التي مست النقابات والأحزاب وغيرها…
ستصبح الحملات بالهاشتاغ مثلها مثل مسيرات يوم الأحد، حيث نتمشى من أجل حرق السكري وترديد الشعارات وتنفيس الغضب وبالتالي تكريس هذا الابتذال الذي يمس إشكالات النضال النقابي والاجتماعي والسياسي…
القاعدة البشرية الكبيرة، والتي ليست بالضرورة غير معنية بمساوئ تدبير رئيس الوزراء وبغلاء المحروقات، هذه القاعدة غير منخرطة في الإمكانات التي يتيحها الافتراضي وغير منخرطة أيضا في الإمكانات التي يتيحها الفعل السياسي والاجتماعي لتشكل بالفعل قوة ضاغطة…
خلاصة القول، قد يتحول الهاشتاغ إلى أداة في أيدي المحتج ضدهم، وسنقف على أراء تبخس هذا الفعل النضالي بحجة أن هاشتاغ ارحل اخنوش وصل إلى العالمية ولم يحقق نتائج ملموسة، نوع من تسفيه للحركات الاحتجاجية…
خلاصة القول الثانية، من لا يملك قوة الضغط في المجتمع والشارع، لن يملكها في خيوط السبيرنتيك…
