“توفيت إبنتي على كتفي، ولن أنسى تفاصيل موتها”، بهذه العبارات المؤثرة والحزينة، يروي أحد الناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب دوار إمنتيلا، جماعة انكال، بإقليم الحوز. حيث عاش ساكنة الدوار أوقاتا عصيبة جراء الزلزال.
وبالعودة لتفاصيل الفاجعة يقول أحد ساكنة الدوار المنكوب: كنا وسط لمة عائلية فجأة انشقت الأرض، وانهار السقف على أسرتي، مضيفا، “نجوت أنا وزوجتي وابني، أما ابنتي فقد توفيت، ولن أنساها ما دمت حيا. هكذا يروي الأب.
فاجعة خلفت صدمة لدى المغاربة والمجتمع الدولي، لاسيما ساكنة الدواوير، التي وجدت نفسها بين مشاعر الفرح المتمثلة في التضامن وتقديم المساعدات لهم، وبين شعور الحزن والأسى في فقدان عائلاتهم، وأصدقائهم.
“لم يتبقى لنا أي شئ توفي أبنائنا وأخواتنا وأهلنا، فقدنا ماشيتنا، ومنازلنا، حتى من الملابس، المحسنون هم من تبرعوا لنا بالقليل منها”. هكذا يقول الأب الناجي.
ولا زالت فرق الإنقاذ تواصل عملها من أجل انتشال الضحايا العالقين تحت الركام منذ اللحظات الأولى للزلزال، ليلة الجمعة، ومع مرور الوقت، انتشلت فرق الإنقاذ جثة حوالي 85 شخصا من ساكنة الدوار. كما يوضح أحد ساكنة دوار إمنتيلا.
وطالب سكان الدواوير من السلطات المختصة، إعادة بناء الدواوير المنكوبة، وتوفير جميع الحاجيات المتعلقة بالسكن، موضحين أنه لم يعد لديهم مأوى يلجأون إليه هم وعائلاتهم عقب فقدانهم ما كانوا يملكونه.
وفي سياق منفصل، تصطدم جهود فرق الإنقاذ بصعوبات تتعلق بتضاريس المنطقة، وبطبيعة المنازل المشيدة بـ”الطوب” و”الطين”، الأمر الذي يصعب من عملية انتشال الجثت أو الناجين المحتملين.
ويشير خبراء أن المنازل التقليدية المبنية بالطين لا تتوفر على المعايير التي تحمي سكانها في أثناء سقوطها نتيجة الكوارث الطبيعية.
جدير بالذكر أن وزارة الداخلية، أكدت في بلاغ سابق لها أن السلطات العمومية تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال، معبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.
