الرئيسية / أقلام الحقيقة / سمير شوقي يكتب: كلنا فلسطينيون

سمير شوقي يكتب: كلنا فلسطينيون

أقلام الحقيقة
سمير شوقي 09 أكتوبر 2023 - 21:00
A+ / A-
عملية “طوفان الأقصى” غيرت للأبد المعالم الجيوسياسية للشرق الأوسط، وكرست مقولة أن الحقوق تُنتزع ولا تُمنح.
وهكذا صار ما بعد السابع من أكتوبر 2023 لا يشبه ماسبقه بخصوص القضية الفلسطينية التي نسيها العالم  و ترك الشعب الفلسطيني يواجه مصيره لوحده، تاركاً إسرائيل تحتقر مقررات مجلس الأمن و اتفاق الدولتين و تعيت في الأراضي الفلسطينية فساداً و غطرسة.
وجاءت عملية “طوفان الأقصى”، الغير مسبوقة منذ نشأة إسرائيل سنة 1948، لتشهد مرة أخرى اصطفاف الغرب وراء إسرائيل كرجل واحد و منددين بنبرة موحدة “بالوحشية التي طالت مواطنين إسرائيليين عزل”. هذا الغرب المتعود على إعطاء الدروس لكن الموغل في النفاق حتى أخمص قدميه، لم يسبق له أن حرك ساكناً أمام جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني كل يوم في حق مواطنين عُزّل لاحول ولا قوة لهم.
فقبل ثلاث أيام من “طوفان الأقصى”، قام جنود إسرائيليون بالإعتداء على فتاتين فلسطينيتين بخلع حجابيهما و تجريدهما من ثيابهما أمام مستوطنون فرحين  يوثقون اللحظة بكامرات هواتفهم.  هؤلاء المستوطنون المدججون بالأسلحة و المحميون من طرف عناصر الجيش الصهيوني، متعودون على زرع الرعب بين الفلسطينيين المدنيين. ينزعون منهم ممتلكاتهم ليسكنوها  و يدمرون حقولهم الزراعية و إذا احتجوا يردونهم قتلى و يتركون جثثهم مرمية في الشوارع. حتى مجرد الصلاة بطمأنينة في أماكنهم المقدسة صارت تجر عليهم  غضب و اعتداءات مستوطنين عطشى للدم. حتى الصحفيون ليسوا بمنآى عن هذه العنصرية المقيتة، فما إن يتضح أن الصحفي و طاقمه يتحدثون العربية حتى يتعرضون لتضييق عناصر الجيش و اعتداءات المستوطنين بما في ذلك الدفع و الشتم و البصق و رمي الميكروفون أرضاً.
هذه هي “الديموقراطية” التي يبكي عليها الغرب اليوم و يقول أن من واجبه أن يهب لدعم “الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”. “ديموقراطية” تقنبل حشود العزاء و تدمر المستشفيات و تحطم المساجد على رؤوس المصلين…و تجعل من العقاب الجماعي وجبتها المفضلة! لهذا الغرب المنافق أقول أن إسرائيل لم تكن قط ديموقراطية لأن الديموقراطية جزء لا يتجزأ، الديموقراطية ليست حكراً على المواطن الإسرائيلي فقط، الديموقراطية ممارسة و عقيدة و كل لا يتجزأ. فالنظام الديموقراطي  لا يجيز احتلال أراضي الغير ولا يُقنبل المدنيين ولا يسمح لمواطنيه بحمل السلاح للتنكيل بالآخرين . دولة تتصرف هكذا ليست إلا دولة مارقة.
وبهذا المشهد، ماذا يمكن الإنتظار من مواطنين مقموعين و منزوعي  المِلكية و معرضون لكل أنواع الإعتداءات بشكل يومي؟ لهذا هناك أصوات، على قلتها، مازالت تذكر المجتمع الدولي أن إسرائيل عليها احترام التزاماتها و على رأسها حل الدولتين، أصوات يكاد لا يسمعها أحد للأسف.
في انتظار ذلك، لن يزيد “السيف الحديدي” الإسرائيلي إلا مزيداً من العنف و العنف المضاد ويرفع منسوب  الإيمان بالإستشهاد لدى الفلسطينيين. واقع يبعدنا سنوات وسنوات لتحقيق السلام للجميع وسيكون على المواطنين الإسرائيليين أن يطبعوا مع الخوف والإحساس بعدم الأمان، أما الفلسطينيون فتعودوا على ذلك وصار وجبتهم اليومية منذ سنوات، لدرجة أن من يغادر منزله صباحاً يودع أهله كأنه ذاهب من غير رجعة. و هكذا، بعد “طوفان الأقصى” و “السيف الحديدي” لن يكون هناك سلام ولن تقوم للأمن قائمة حتى الخلاص بميلاد دولة فلسطين الجديدة.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة