في خطوة غير مسبوقة أعطت دولة تونس الضوء الأخضر لوفد من جبهة “البوليساريو” للمشاركة في معرض صفاقس الدولي للصناعات التقليدية والحرف، والذي يعقد خلال الفترة من 31 يناير إلى 4 فبراير.
وبحسب مراقبين، تمثل هذه الخطوة تحد جديد في العلاقات بين تونس والمغرب، خاصة بعد الأزمة الدبلوماسية التي شهدها البلدان قبل نحو عام ونصف.
ووفقا لما تسمى بـ”وكالة أنباء البوليساريو”، سيشارك الوفد من الجبهة المذكورة عبر “مديرية الصناعات التقليدية والحرف بوزارة التنمية الاقتصادية”.
ومشاركة البوليساريو، هذه المرة، من المرجح أن تؤدي إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية بين تونس والمغرب، كما حدث بعد زيارة زعيم جبهة “البوليساريو” إلى تونس واستقباله من لدن رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد في قمة “تيكاد”، منذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين البلدين جمودا دبلوماسيا مع سحب السفراء من كلا البلدين.
وتشير تقارير إلى أن هناك “تأثيرا جزائريا على سياسة تونس الخارجية”، حيث اعتبر المغرب الاستقبال الرسمي لقيادي بوليساريو بمثابة “رسالة واضحة” بشأن تغيير الموقف التونسي من النزاع في الصحراء المغربية. وعلى الرغم من نفي الحكومة التونسية لوجود أي تأثير جزائري، يبقى الأمر يثير تساؤلات حول توجهات سياستها الخارجية.
ومن جهة أخرى، وفي وقت سابق، صرح وزير الشؤون الخارجية والهجرة التونسيين بالخارج، نبيل عمار، في حوار مع جريدة “الشروق” الصادرة اليوم الأربعاء 11 أكتوبر الجاري، إنه لا توجد قطيعة بين تونس والمغرب.
وأضاف الوزير التونسي في ذات الحوار “ليست هناك قطيعة مع المغرب الشقيق.. وليس هناك عداوة.. بالوقت سيعود السفيران إلى سفارتيهما.. كلانا.. أطمئن الجميع، لا نلتفت إلى الوراء.. تونس لم تغيّر موقفها منذ عشرات السنين.. المهم ليس هناك قطيعة بيننا وبين المغرب”.
وكان المغرب قد استدعى في غشت من سنة 2022 سفيره في تونس للتشاور، بعد أن استقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي دُعي للمشاركة في القمة اليابانية الأفريقية للتنمية.
