أعربت جبهة “البوليساريو”، الطرف الرئيسي المناهض للسيادة المغربية على الصحراء، عن خيبة أملها العميقة إثر تأكيد إسبانيا، بقيادة بيدرو سانشيز، دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل لهذا النزاع الممتد لعقود.
وخلال زيارة عمل إلى المملكة المغربية، التقى سانشيز بكبار المسؤولين المغاربة، بما في ذلك الملك محمد السادس، مجددا تأكيده على موقف إسبانيا الداعم للمخطط المغربي. هذا الموقف، الذي عبرت عنه الحكومة الإسبانية في أبريل 2022 وفي الإعلان المشترك الصادر في فبراير 2023، الذي يعتبر المقترح المغربي “الأساس والأكثر جدية وواقعية لتسوية النزاع”.
ووجدت جبهة “البوليساريو”، التي طالما سعت لاستقلال الصحراء عن المغرب، في موقف سانشيز “إضاعة لفرصة إعادة النظر في موقف إسبانيا”، بحسب بيان صادر عنها. الجبهة شددت على أن هذا الدعم الإسباني لا يغير من الطبيعة القانونية للقضية، مؤكدة عزمها على مواصلة الكفاح لتحقيق ما تصفه دائما في خطاباتها، بـ”حق تقرير المصير للشعب الصحراوي”.
ويأتي الموقف الإسباني في سياق تحقيق التقارب الدبلوماسي بين المغرب وإسبانيا، حيث كانت العلاقات بين مدريد والجزائر، الداعم الرئيسي للبوليساريو، قد شهدت توترا ملحوظا، وبسبب هذا الدعم الإسباني للمغرب فقد يعقد العلاقات بين إسبانيا والجزائر، التي كانت تأمل في مراجعة مدريد لموقفها من النزاع.
في هذا السياق، تبرز الزيارة الأخيرة لسانشيز إلى المغرب كمؤشر على تعميق العلاقات بين البلدين، مع إغلاق باب الحياد الذي كانت بعض الأطراف تأمل في أن تتخذه إسبانيا، فبينما تستمر الجبهة في تأكيد عزمها على مواصلة النضال، يبقى السؤال مفتوحا حول كيفية تأثير هذه التطورات على مستقبل نزاع الصحراء والعلاقات الدولية في منطقة شمال إفريقيا.
ويرى مراقبون أن الأيام والأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار قضية الصحراء، حيث يتابع المجتمع الولي عن كثب التحركات الدبلوماسية وردود الفعل السياسية التي ستنتج عن هذه التطورات الأخيرة.
ومن جهة أخرى، فقد أعرب رئيس الحكومة الإسبانية عن إشادته وتأكيده على اهتمام إسبانيا بالمبادرات الاستراتيجية التي أطلقها الملك محمد السادس خاصة مبادرة البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، والمبادرة الملكية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، وكذا أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي نيجيريا – المغرب.
