تلقت مدينة تطوان والمغاربة قاطبة خبرا مفاجئا ومؤلما بوفاة الفقيه والأستاذ البارز محمد الأمين بوخبزة، أحد أبرز قيادات ومؤسسي الحركة الإسلامية بالمغرب، وأحد أهم المؤسسين لشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة عبد الملك السعدي وذلك عن عمر يناهز الـ68 سنة، بعد معاناة طويلة مع مرض القلب.
وقد أثر رحيله الفجائي بصورة كبيرة على أهالي المدينة الذين فقدوا رجلا كبيرا وفاعلا اجتماعيا.
وفي تصريح صحفي لكاميرا” فبراير” قال يوسف بلقات صديق الراحل أنه عاش حياة مليئة بالمبادرات والمشاريع الدعوية والتربوية والسياسية، حيث كان يعمل بشغف وإخلاص لخدمة مجتمعه.
وأورد يوسف بلقات أن الراحل كان رجل الدعوة المخلص، والموجه الحكيم، والمربي الملتزم، والسياسي المستنير، مؤكدا أن بوخبزة كان محبوبًا من الجميع بفضل أخلاقه الرفيعة وموقفه الثابت.
واضاف “لقد عرفت علاقتي ببوخبزة منذ أكثر من 40 عامًا، حيث تعرفت عليه من خلال العمل الدعوي والحركي، وقد كان دائمًا حاضرًا في كل النشاطات الثقافية والتربوية والدعوية، يساهم بفكره وخبرته ويؤثر بشخصيته النموذجية، لقد كان رجلاً متميزًا بصفاته النفسية والشخصية، والتي تركت بصمة عميقة في نفسي وفي نفوس الكثيرين”.
من جهته قال عصام المنصوري في نعي الراحل “إن فقد هذا الرجل النبيل يُعتبر خسارة كبيرة لمدينة تطوان وللمجتمع المغربي ككل، ولكن يبقى إرثه وتأثيره الكبير في نفوس من عرفوه وتأثروا به، وهو ورقة أخرى تسقط من عائلة بوخبزة فليرحم الله هذا الرجل الصالح وأسكنه فسيح جناته.
عبد الواحد بوشداق، صديق بوخبزة المقرب، وصف الراحل بأنه “كان جمع الخير كله، حكيم ورزين العقل، لين الجانب وخفيف الظل، صاحب نكتة ساخرة، وأب للفقراء واليتامى”. فقد كان بوخبزة يساعد الناس ويسعى دائما لتفريج كرباتهم وسد حاجاتهم.
بوشداق أوضح أن بوخبزة كان وراء إنشاء مجموعة من دور تحفيظ القرآن الكريم في مدينة تطوان والمناطق المجاورة، حيث كان يقوم بتدريس المئات بل الآلاف من الحفظة بنفسه، مما جعل القرآن الكريم رفيقا للعلوم الشرعية.
وأكد بوشداق أن بوخبزة كان يتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع التطواني لمكانته العلمية وخدماته الجليلة. ورحيله المفاجئ ترك فراغا كبيرا لا يمكن ملؤه. وختم بوشداق بالدعاء لله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلحقه بالصالحين.
وتوفي فجر الثلاثاء بمدينة تطوان، الأمين مصطفى بوخبزة، أحد أبرز قيادات ومؤسسي الحركة الإسلامية بالمغرب، وذلك عن عمر يناهز الـ68 سنة، بعد معاناة طويلة مع مرض القلب.
ويعتبر الأمين بوخبزة أحد أبرز مؤسسي ورموز الحركة الإسلامية بالمغرب، منذ عهد “الشبيبة الإسلامية” إلى حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، حيث مزج بين الدعوة والخطابة والعمل السياسي، وله صيت طويل في العمل الخيري والإحساني ودعم المرضى والأطفال الأيتام والفقراء.
ويُعد بوخبزة ضمن أوائل القيادات الإسلامية الذين ولجوا قبة البرلمان، فكان من بين 9 برلمانيين من حزب العدالة والتنمية فازوا في انتخابات 1997، وظل نائبا برلمانيا لثلاث ولايات متتالية عن نفس الحزب ونفس الدائرة (تطوان).
وعمل بوخبزة أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، وخطيب جمعة بمدينة تطوان، كما كان من بين مؤسسي مؤسسة الشاطبي للتعليم العتيق بتطوان، وهو من خريجي جامع الأزهر بمصر.
ونشأ الراحل في أسرة تطوانية معروفة بالعلم والدعوة، وهو ابن أخ الشيخ الراحل محمد بن الأمين بوخبزة أبو أويس، أحد أبرز علماء المغرب والعالم الإسلامي في العلوم الشرعية، والذي تخرج على يديه مئات من طلاب العلم الشرعي من مختلف دول العالم.