الرئيسية / نبض المجتمع / زهور زريق سفيرة الحكايات الخالدة تحكي عن قصة "دادة خيرة" و"دادة سعادة"

زهور زريق سفيرة الحكايات الخالدة تحكي عن قصة "دادة خيرة" و"دادة سعادة"

فاطمة الزهراء زريق
نبض المجتمع
فبراير.كوم 16 مايو 2024 - 23:00
A+ / A-

تجلس زهور زريق، الزجالة والحكواتية المغربية الشهيرة، لتأخذنا في رحلة سردية مذهلة عبر عوالم بدائية وخيالية مستوحاة من قصص شفهية تعلمتها منذ صغرها.

موقع “فبراير” لم يتوانى للحظة في لقاء الحكواتية، فبلهجتها المميزة المليئة بالأمثال والتعابير الغريبة، والكلمات النادرة التي لم تعد متداولة حتى في المناطق الريفية، تنسج زريق خيوط ذكرياتها لتحييها من جديد أمامنا بأسلوب ساحر يخلب الألباب.

تصف بإعجاب شديد جدها الذي اختير له اسم “قاسم الأزرق” الذي عاش حياة البداوة في صحراء المغرب قبل أجيال، حيث كانت تستمع إليه وهو يروي حكاياته المثيرة عن مغامراته ورحلاته الطويلة.

“كنت أشاهده أمامي بكل تفاصيله وكأنني عشت تلك الفترة بنفسي”، تقول زريق بلهجتها القروية الأصيلة المليئة بالأصوات الغريبة. “من خلال طريقة حكيه الفريدة كنت أشعر وكأنني معه في تلك الرحلات والأيام البعيدة، أرى كل شيء عن قرب”.

بأسلوبها الساحر، تصور زريق شخصيات غريبة وعجيبة مثل “دادة سعادة” و”دادة خيرة”، الخادمتان اللتان كانتا تخدمان جدها في الصحراء، حيث تروي بتفاصيل غزيرة أحوالهما وأسرارهما وعلاقاتهما ببعضهما البعض وبجدها، بطريقة تجعلك تنغمس في تلك العوالم القديمة البدائية البعيدة.

تتحدث عن كيف كانت “دادة سعادة” تتميز بطباعها القاسية، و”كانت ضرباتها تشبه سوط” حسب وصفها. أما “دادة خيرة” فكانت أكثر لطفاً ودفئًا، وكانت تهتم بجدها وترعاه. تصور زريق بدقة متناهية طريقة لبسهما وشكلهما وحركاتهما، حتى أنك لتكاد ترى هاتين الشخصيتين أمامك.

لكن زهور ليست مجرد راوية ماهرة، إنها حافظة حقيقية للتراث الشفهي المغربي، حيث تعتز بجذورها وتسعى جاهدة لنقل قصصها وحكاياتها الأسطورية إلى الأجيال القادمة قبل أن تندثر. تشرح كيف اكتسبت هذه المهارة الفريدة من أمها التي كانت تجمعها هي وإخوتها لتنقل لهم بدورها حكايات عن الماضي البعيد ورموزه وشخصياته الأسطورية.

“عندما كنا نجلس حولها، كانت تأخذنا إلى عوالم سحرية أخرى”، تتذكر زريق بحنين وعيناها تتوهجان بالدفء. “كنا ننسى الواقع ونغرق في قصصها وحكاياتها الجميلة التي جعلتني أحب هذا الفن وأتشبع به منذ نعومة أظافري”.

تضيف زريق: “كانت أمي تعيد لنا بكل تفاصيلها حكايات عن جدي “قاسم الأزرق” والآخرين في القبيلة، وكيف كانوا يعيشون حياتهم البسيطة في الصحراء. كانت تصف بدقة متناهية كل شيء، من لباسهم إلى طريقة حديثهم وتفاصيل يومهم. كنت أستمتع بهذه القصص كثيرا لدرجة أنني كنت أراهم أمامي فعلاً”.

تمثل زهور زريق رابطا ثمينا مع الماضي، حيث تحافظ على إرث غني من القصص والحكايات الشفهية التي كانت جزءا لا يتجزأ من الحياة المغربية لقرون. بصوتها الدافئ وحكاياتها المبهجة، تأخذنا زريق في رحلة سحرية عبر الزمن، لتذكرنا بقيمة الحفاظ على التقاليد وإحياء روح الماضي بكل ما فيه من حكايات خرافية وشخصيات عجيبة.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة