تطمح الإمارات لتعزيز حضورها في إفريقيا عن طريق الاستثمار في مجال الموانئ، وذلك بعد أن أعلنت عن إبرامها لاتفاقية بناء مينائين مهمين في المغرب بكل من الناظور والداخلة.
وأعلنت الإمارات نقلا عن وكالة “بلومبرغ”، أن وكالة دبي العالمية تخطط لاستثمار قرابة 3 مليارات دولار في دول أخرى بالقارة الإفريقية، خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأشارت الوكالة، أن الرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية محمد أكوجي، أكد أن الخدمات اللوجيستيكية وسلسلة التوريد في إفريقيا، تتطلب تكلفة كبيرة، مقارنة مع الأسواق الأخرى، وهو “معطى جيد لجذب الاستثمارات”.
وقامت الشركة المذكورة نقلا عن “بلومبرغ”، بالتوسع في دار السلام بتنزانيا، كما قيمت أيضا الموانئ في حنوب إفريقيا وكينيا، بغية تمهيد الاستثمار هناك.
هذا وتشهد العلاقات الإماراتية- المغربية، طفرة حقيقية نحو آفاق أوسع لشراكات اقتصادية مجدية وفاعلة، حيث تم التوقيع على مذكرات تفاهم وإعلان “نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة”، تعكس التزاما قويا بتعزيز التعاون بين البلدين، سواء في المجالات الاقتصادية أو الابتكارية. كما تسعى دولة الإمارات إلى الإستثمار في الصحراء.
ولتسليط الضوء أكثر على الموضوع، أجرى موقع “فبراير”، في وقت سابق، اتصالا هاتفيا بالباحث في العلاقات الدولية، حسن بلوان، حيث أوضح أنه، لابد أن نتحدث عن العمق الاستراتيجي للروابط التاريخية والأخوية، بين المملكة المغربية ودولة الإمارات الشقيقة خاصة وأنها شاملة ومتعددة الأبعاد على المستوى الثقافي والمستوى الاقتصادي، والمستوى السياسي والديبلوماسي وأيضا العسكري والأمني، بالإضافة إلى أواصل أخوة تجمع الملك محمد السادس بشقيقه الأمير محمد بن زيد رئيس دولة الإمارات.
وأَضاف المتحدث عينه في تصريحه لموقع “فبراير.كوم”، أن هذا العمق الاستراتيجي بين المملكة المغربية ودولة الإمارات، ينعكس أيضا على العلاقات الاستراتيجية بين المغرب ودول الخليج، التي خرجت بموقف شجاع جديد ومتجدد يخص احترام الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ومن جانب آخر تعكس، زيارة الملك محمد السادس إلى دولة الإمارات، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين كما أنها تحمل رؤية مستقبلية لحجم التعاون والاتفاقيات التي وقعت بين البلدين.
وبالرجوع إلي علاقة الاستثمارات الإماراتية في المغرب، يضيف حسن بلوان، هي قديمة وتشمل جميع مناطق المغرب لكن تركيز هذه المرة على الصحراء المغربية يعكس الموقف المبدئي لدولة الإمارات التي تعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وكانت من الدول العربية والدول في العالم التي كانت سباقة لفتح قنصلية لها في الأقالي الجنوبية.
وأردف أستاذ العلاقات الدولية، أن دخول دولة الإمارات باعتبارها من أكبر المستثمرين في العالم إلى الاستثمار في مشاريع اقتصادية داخل الصحراء المغربية، يعكس الرؤية الطموحة للملك محمد السادس، التي عبر عنها في الخطاب الأخير، حتى تصبح هذه المناطق قاطرة للتنمية ومجالاً للتعاون العالمي والتعاون في العمق الإفريقي، وهذا يحيلنا على دخول الإمارات العربية المتحدة إلى تمويل خط الإنبوب البترول الذي سيربط بين المغرب ونيجيريا ثم إلى أوروبا. بحسب ما أفاد به المتحدث نفسه.
