الرئيسية / نبض المجتمع / فرق محلية وعالمية.. موكب "تاكناويت" الفولكلورية يجوب شوارع الصويرة

فرق محلية وعالمية.. موكب "تاكناويت" الفولكلورية يجوب شوارع الصويرة

كناوة- موسيقى- الصويرة
نبض المجتمع
فريد أزركي 28 يونيو 2024 - 16:00
A+ / A-

في قلب مدينة الصويرة العتيقة، حيث تتعانق أمواج المحيط الأطلسي مع أسوار المدينة البيضاء، تتردد أصداء إيقاعات عمرها قرون. هنا، حيث تلتقي الأرض بالسماء، والماضي بالحاضر، يقف المعلم عبد القادر أمليل، حارساً لتراث الكناوة العريق.

بعينين تحملان حكمة نصف قرن من العطاء، وأنامل طالما عزفت على أوتار الكمبري، يروي أمليل قصة فن يتجاوز حدود الموسيقى ليصبح نبضا للروح المغربية. في كل نغمة من نغماته، وكل كلمة من حديثه، نستشعر رحلة فنية وإنسانية فريدة.

وفي هذا الصدد، أكد أمليل في تصريحه لموقع “فبراير”، أن جوهر الكناوة يتجاوز الأداء الموسيقي البحت. يقول: “الكناوة ليست مجرد موسيقى، بل هي منظومة متكاملة من الأخلاق والتربية والتقاليد”. ويشدد على أن هذه القيم هي ما يميز الكناوة ويجعلها تراثاً حياً يستحق الحفاظ عليه.

وأعرب المعلم عن قلقه إزاء بعض الظواهر الحديثة، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك. يقول: “نرى اليوم شبابا يطلقون على أنفسهم لقب “معلم” دون أن يمروا بالمسار التقليدي للتعلم والتدريب”. ويضيف: “هذا الأمر يؤثر علينا كمعلمين كبار. نحن نرحب بالشباب، لكن يجب أن يتعلموا الأصول أولاً”.

وشدد أمليل على ضرورة احترام التسلسل الهرمي التقليدي في تعلم الكناوة. موضحا: “لكي يصبح الشخص معلماً حقيقياً، عليه أن يتدرج، أن يتعلم من المعلمين الكبار، وأن يترعرع في أجواء الكناوة الحقيقية”. ويضيف: “الصعود السريع قد يؤدي إلى السقوط. نحن نريد جيلاً قوياً يحمل الراية بعدنا”.

ورغم التحديات، يبدي أمليل تفاؤله بمستقبل الكناوة. قائلا: “هناك شباب موهوبون تربوا على يد المعلمين وأتقنوا الأصول. هؤلاء هم مستقبل الكناوة”. ويضيف: “نحن لا نستطيع أن نوقف التطور، لكن يجب أن نحافظ على جوهر تراثنا”.

وأثنى أمليل على دور مهرجان الصويرة في إيصال فن الكناوة إلى العالمية. قائلا: “بفضل هذا المهرجان، أصبحت الكناوة معروفة عالميا وحصلت على اعتراف اليونسكو”. مضيفا: “اليوم، أينما ذهبنا في العالم، يعرف الناس الكناوة ويقدرونها”.

وعبر المعلم عن سعادته باهتمام الجمهور الأجنبي بفن الكناوة. متابعا: “الأجانب كانوا من أوائل من اكتشفوا قيمة هذا الفن وساهموا في نشره”. ويضيف: “هذا الاهتمام يؤكد أن الكناوة فن عالمي يتجاوز الحدود الثقافية”.

واختتم أمليل حديثه بنظرة متفائلة حذرة للمستقبل. قائلا: “مستقبل الكناوة واعد، لكنه يتطلب توازناً دقيقاً بين الحفاظ على الأصالة والانفتاح على التطور”. مضيفا: “دورنا كمعلمين كبار هو توجيه الجيل الجديد وضمان استمرارية هذا التراث العريق”.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة