يبدو أن أزمة طلبة الطب مع الحكومة أصبحت تكبر ككرة ثلج متدحرجة من الجبل، لاسيما وأن الطلبة مستمرون في مقاطعة الامتحانات للمرة الرابعة، رافضين بذلك العرض الذي تقدمت به المؤسسة التنفيذية، باعتباره، وفقهم، لا يلبي مطالبهم ولا يرقى إلى مستوى تطلعاتهم.
الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، “يتأسف لضياع الزمن الجامعي، المتعلق بأزمة طلبة الطب والحكومة ومعها وزارتي التعليم العالي والصحة”، داعيا إلى “تدارك الأمر قبل فوات الأوان”.
وزاد حمضي، وفق تصريح له توصل به موقع “فبراير.كوم”، أن “الخسارة لا تقتصر على التكوين فقط، بل نخشى أيضا أن تُمسّ صورة المستشفى العمومي، باعتباره العمود الفقري الذي يجب تقويته والتركيز عليه”.
“نخشى فقدان الثقة بين الأطر الطبية والمنظومة الصحية”، يشرح الطبيب نفسه قبل أن يتابع: “نحن في زمن الهجرة وتفقير دول الجنوب على حساب بلدان الشمال من حيث استقطاب الأطر الطبية”، مشددا على أنه “كان من الممكن العثور عل حلول للإشكاليات المطروحة”.
كما مضى قائلا: “إن ملف طلبة الطب لا يستدعي مطلقا شهرا من الإضراب، فما بالك بـ7 أشهر من توقف الدراسة ومقاطعة الامتحانات”، موضحا: “الحوار يحتاج مرونة وليونة من جميع الأطراف”، مبرزا في هذا الإطار: “نحن أمام فترة زمنية صعبة؛ إذ لا يعقل أن نسمح لأنفسها بضياع الطلبة والأسر والمنظومة الصحية ككل”.
وعليه، يرى حمضي أنه “على رئيس الحكومة أخذ المبادرة مباشرة من أجل حلحلة هذا الملف، حتى يلتحق الطلبة بامتحاناتهم في أقرب وقت، بما في ذلك الطلبة الموقوفين، من باب حسن النية من لدن المؤسسة التنفيذية، حتى نمضي قدما بالأوراش الكبرى التي تهم المنظومة الصحية”.
وفي سياق متصل؛ قال الطبيب المذكور إن “السنة السابعة المثيرة للجدل يجب أن تكون اختيارية مؤقتا، في أفق التوصل إلى حل يطوي هذا الملف بشكل نهائي”، داعيا إلى “استئناف الحوار بين الطلبة ووزارتي التعليم العالي والصحة بعد الانتهاء من الامتحانات بشكل هادئ، حتى يربح الطلبة والوزارة والحكومة والمستشفى العمومي والمغاربة، على اعتبار أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار”.