استأثرت “الأمطار الطوفانية” التي شهدتها عدد من أقاليم المملكة، لاسيما بالجنوب الشرقي للمغرب، بحر الأسبوع المنصرم، (استأثرت) باهتمام الرأي العام الوطني، ومعهم خبراء وباحثون في المناخ والماء.
وفي هذا الصدد قال محمد بازة، خبير دولي في الموارد المائية من روما، إن “مديرية الأرصاد الجوية ومعها عدد من المعاهد تنبأت بهطول الأمطار الرعدية التي خلفت سيولا نتجت عنها خسائر مادية وبشرية”، مضيفا أن “تهاطل الأمطار في نفس المنطقة لعدة أيام متتالية وفي مساحة شاسعة يبين، بما لا يدع مجالا للشك، أنها ليست ناتجة عن الاستمطار الاصطناعي”.
وتابع بازة، وفق تصريح له خص به موقع “فبراير.كوم”، أن “الاستمطار الاصطناعي غير قادر على توسيع رقعة المناطق التي همتها أمطار غشت وشتنبر”، لافتا في هذا الصدد إلى أن “المغرب له خبرة في الاستمطار الاصطناعي؛ إذ سبق له أن قدم لعدد من الدول الدعم والمساندة في هذا المجال، ضمنها الإمارات العربية المتحدة والسنغال”.
الخبير نفسه أبرز أن “الاستمطار الاصطناعي ليس متاحا في كل وقت وحين؛ بل يحتكم إلى نوعية السحب القابلة للتلقيح، وربما إلى شروط أخرى، حتى تنتح عنها الأمطار”.
وردا على سؤال بخصوص عدم اللجوء إلى الاستمطار الاصطناعي خلال سنوات الجفاف الماضية، التي تسببت في استنفار مائي على الصعيد الوطني؛ أشار الخبير المذكور قائلا: “لستُ أدري، ربما لم تكن الشروط الكاملة متوفرة للاستمطار الاصطناعي”.
هذا وخلُص المصدر ذاته، في ختام تصريحه للجريدة، إلى أن “الاستمطار الاصطناعي ليست له عواقب وتداعيات على البيئة، شريطة استعماله واللجوء إليه بالعقلانية المطلوبة، باستثناء الحديث عن كون الأمطار الناتجة عن تلقيح السحب قد تكون غير صالحة للشرب، بعد تجميعها واستعمالها دون إخضاعها للمعالجة”.
وفي موضوع ذي صلة؛ أفادت وزارة التجهيز والماء أن “الأمطار الأخيرة عززت الموارد المائية في عدد من جهات المملكة؛ إذ تمكنت السدود من تخزين أكثر من 263 مليون متر مكعب؛ وهو ما يفوق احتياجات السنوية من الماء الصالح للشرب للدار البيضاء الكبرى”.
كما ساهت التساقطات الأخيرة، وفق بلاغ صحافي للوزارة نفسها اطلع موقع “فبراير.كوم” على مضامينه، في “ارتفاع نسبة ملء الحوض المائي درعة واد نون، خصوصا سد المنصور الذهبي، التي استقبل موارد مائية مهمة (63 مليون متر مكعب)، ساهمت في ارتفاع نسبة ملئه بـ69 في المئة مقارنة بالسنة الماضية”.
ورغم هذه التطورات الإيجابية، تذكر وزارة التجهيز والماء، في ختام البلاغ، أن “الوضعية المائية في المغرب لا تزال تستوجب الحذر، وتدعو جميع المواطنين إلى تجنب الهدر وترشيد استهلاك المياه، من خلال تبني سلوكيات اقتصادية في استهلاك الماء”.