في حوار مع الفنان التشكيلي محمد مكوار، تم التطرق إلى أهمية النقد الصادق في تطور الفنان، حيث تحدث مكوار عن تجاربه الشخصية في بداية مسيرته الفنية، مشيراً إلى أن النقد السلبي غير البناء يمكن أن يكون مدمراً. وذكر مكوار موقفاً في بداياته حينما كان يتلقى نقداً حاداً من فنان آخر، ولم يكن هذا النقد قائماً على التوجيه من أجل تطوير الفن، بل كان يترك أثراً سلبياً عليه وعلى زملائه. وأوضح قائلاً: “كان هذا النقد يجعلنا نتوقف عن العمل لعدة أيام، فقد كنا نشعر بالإحباط الكامل بعد تلك اللقاءات”.
لكن مع مرور الوقت، أدرك مكوار أهمية التفرقة بين النقد الهدّام والنقد البنّاء، مؤكداً أن النقد الحقيقي هو الذي يوجه الفنان نحو الأفضل، ويقترح تحسينات دون تحطيم الثقة في قدراته. وأضاف قائلاً: “النقد البناء هو الذي يفتح أمامك الأبواب، حتى وإن لم تتفق مع الأفكار المطروحة، فإنها تساعدك على النظر إلى عملك من زاوية جديدة”.
في سياق آخر، عبر مكوار عن دهشته من بعض النقاد الذين يحكمون على أعمال الفنانين من منظور فني محدود، مثل الاعتراض على استخدام لون معين في اللوحة. وقال: “الناقد ليس فناناً، ولا يمكنه أن يحدد للفنان كيف يعبر عن رؤيته. النقد يجب أن يركز على الفكرة والمضمون وليس على التفاصيل التقنية”.
وحول التحديات التي تواجه الفنانين الشباب في الوقت الحالي، أشار مكوار إلى أن الكثير منهم يفضلون اللجوء إلى الوسائط السهلة مثل الفيديوهات القصيرة أو الأعمال التي لا تتطلب وقتاً طويلاً. وقال: “الفن التشكيلي يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، والشباب اليوم يفضلون الإنتاج السريع، وهو ما يؤثر سلباً على جودة الأعمال الفنية”.
كما تطرق مكوار إلى قلة الدعم المقدم للفنانين التشكيليين في المغرب، موضحاً أن هناك غياباً واضحاً للمهرجانات والمعارض التي تتيح للفنانين عرض أعمالهم. وأكد أن الدعم المادي شبه غائب، مما يضطر الفنانين إلى تمويل مشاريعهم من جيوبهم الخاصة. وعلّق قائلاً: “الدعم الرسمي شبه معدوم، وما يتم توفيره لا يكفي، كما أن المتاحف والمراكز الثقافية ليست مفتوحة بشكل كافٍ للجمهور”.
وفي ختام حديثه، شدد مكوار على أن الفن التشكيلي ليس مجرد هواية، بل هو عملية إنتاج فكري تحتاج إلى اهتمام أكبر من الجهات المعنية والجمهور على حد سواء. وأوضح أن المعارض الفنية يجب أن تكون متاحة بشكل أوسع ليتمكن الجميع من الوصول إليها والاستمتاع بها، مشيراً إلى أن هذه الثقافة لا تزال غائبة بشكل كبير في المغرب.