احتفال يجمع الروحانية والوطنية في ذكرى “أبي حصيرة” بفلوريدا
شكلت احتفالات الهيلولة بفلوريدا، بجنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فرصة للتعبير عن تشبت الجالية المغربية اليهودية ببلدها الأم وبالعرش العلوي المجيد، حيث ركز هذا الحدث الذي انعقد بالمعبد اليهودي المتواجد ب”بوكا راطون” شمال ميامي على الدور الأساسي للملكية في نشر قيم التجانس الروحي والتعايش المشترك والتي تعتبر أسسا متينة للنموذج المغربي المتفرد.
وقد عرفت هذه التظاهرة الروحية والثقافية حضورا جماهيريا لافتا بحضور السفير المغربي بواشنطن، السيد يوسف العمراني إلى جانب شخصيات أمريكية والعديد من الحاخامات الوازنين وكذلك أفراد من الجالية المغربية المقيمة بميامي.
كما أشاد الحضور بغنى الموروث المغربي اليهودي والذي يمزج بتناغم بين التقاليد العريقة للمجتمعات المغربية والأشكنازية.
وفي جو زينته الأطباق المغربية والأناشيد الليتورجية والتي تردد صداها في المعبد، تم تتويج هذا الاحتفال بإضاءة شموع الشمعدان، وهي طقوس قديمة ترمز إلى انتقال هذا التراث الروحي عبر الأجيال.
وقد شدد السفير يوسف العمراني، خلال كلمته بهذه المناسبة، على البعد الاستثنائي للهيلولة وأهميتها في تعزيز الروابط الثقافية والروحية مع المملكة، مبرزا في هذا الصدد بأن هذا الاحتفال يعد مناسبة للتذكير بالعناية المولوية السامية التي يوليها الملك محمد السادس للجالية المغربية اليهودية، مضيفا أن “التزام جلالته بالحفاظ على الهوية المغربية المتعددة وغنى الموروث اليهودي هو مصدر فخر لكل المغاربة”.
واستحضر السفير، التاريخ المشترك الذي يمتد لآلاف السنين بين اليهود والمسلمين بالمغرب، موضحا بالقول إن “مجتمعاتنا عاشت جنبا إلى جنب خلال عدة قرون ببلدنا، متقاسمين لتقاليد الطبخ واللغة والموسيقى من بين عدة أشياء أخرى، حيث تمكنت بفضل القيادة الملكية المستنيرة من تجاوز التحديات التاريخية مع الحفاظ والاعتزاز بتنوعها كمغاربة أينما حلوا وارتحلوا عبر العالم”.
وأضاف السفير بأن هذه الهيلولة المحتفى بها في التقليد المغربي تشهد على استدامة هذه الروابط، مشيرا إلى أن “رفع أكف الضراعة للدعاء من أجل صاحب الجلالة والعائلة الملكية تبرز الدور الهام للقيادة الملكية في الإبقاء على هذه الروابط الحية”.
وأعرب يوسف العمراني بهذا الاحتفال الذي نظم بفلوريدا، عن سروره بالتمسك الدائم للجالية المغربية اليهودية بجذورها، موضحا أن هذا الارتباط بالموروث الروحي والثقافي للمملكة هو مثال يحتدى به من طرف الجميع.
وقد أكد أيضا على أهمية النموذج المغربي للتعايش السلمي في الوقت الراهن حيث أكد على انه “باعتبارنا مغاربة، لا يمكننا فقط تذكير العالم بأنه بإمكان اليهود والمسلمين أن يتعايشوا معا في وئام، بل أيضا بتجسيدهم لآمال مستقبل أفضل لمنطقتنا”.
وخلال نفس الحفل، عبر أفراد الجالية المغربية اليهودية عن امتنانهم العميق للملك محمد السادس، مشيدين بشكل خاص برؤيته المستنيرة والتزامه الدائم بالحفاظ على تراثهم الثقافي والديني. وتم التعبير عن هذا الامتنان من خلال شهادات مؤثرة تستحضر الكرم الملكي ومناخ السلم والتسامح الذي يسود المغرب، مما يساهم في ازدهار كافة مكونات المجتمع المغربي.
ومن جانبه، شدد الحاخام الأكبر دوفيد لاو على الارتباط الثابت للجالية اليهودية بجلالة الملك محمد السادس والعرش العلوي المجيد، مستهلا كلمته بالدعاء والتوسل إلى العلي القدير والدعاء لجلالته بطول العمر.
وعبر الحاخام الأكبر عن احترامه العميق لالتزام وتفاني جلالته الثابتين، مشيدا بعمل جلالته المتواصل من أجل تنمية المملكة ورفاهية شعبه، مؤكدا على الرعاية السامية التي يحيط بها الملك المغاربة اليهود، سواء داخل المملكة أو عبر العالم، مما يعكس عنايته الدائمة بهم.
وفي الختام، استحضر السفير الالتزام الدائم للملك من أجل الحفاظ على التراث اليهودي المغربي الغني وتعزيزه، باعتباره انعكاسا للهوية المتعددة والمتناغمة للمغرب.