كشف الأستاذ والباحث في الثقافة، سعيد العنزي، عن ما اعتبره “حربًا ناعمة” تستهدف الهوية المغربية، مسلطا الضوء على عدة قضايا ثقافية واجتماعية يراها تهدد الخصوصية المغربية في ظل تنامي تأثير العولمة، مبرزا تراجع الأسماء المغربية التقليدية مثل “محمد”، “المعطي”، “الجيلالي”، “عائشة”، “خديجة”، و”رقية”، لصالح أسماء أجنبية مثل “ريم”، “سونيا”، و”كاميليا”.
واعتبر المتحدث ذاته، في حواره مع موقع “فبراير.كوم”، أن هذا التحول يعود على ما أسماه “الاستلاب الثقافي” الذي يعيشه المجتمع المغربي.
ووجه العنزي في سياق حديثه انتقادات لاذعة للإعلام المغربي، خاصة بعد استيراد المسلسلات التركية المدبلجة، معتبرًا أنها ساهمت في “احتقار الثقافة والحضارة المغربية”.
ودعا إلى ضرورة تسليط الضوء على العمارة المغربية والأزياء التقليدية والمأكولات المحلية مثل “المدفونة” و”الحريرة” في الأعمال الدرامية المحلية.
وتساءل العنزي: “أتمنى أن أجد مسلسلًا مغربيا أو فيلما مغربيا بطله يحمل اسم المعطي أو الجيلالي ويكون وكيلًا عامًا أو مديرًا لشركة أو صحفيًا”، معبرًا عن استيائه من تهميش الإعلام المغربي للأسماء التقليدية وربطها بصورة نمطية متخلفة.
وأشار العنزي إلى التناقض بين احترام العديد من الشعوب لثقافتها وأزيائها التقليدية، وبين تخلي المغاربة عن أزيائهم التقليدية مثل الجلابة والقفطان في الحياة اليومية.
واستشهد الباحث في الثقافة، بالملك محمد السادس الذي يحرص على ارتداء الجلابة المغربية والبلغة والباط المغربي في مناسبات عديدة، كمثال على الحفاظ على الهوية.
وأكد العنزي على وجود “إسلام مغربي خاص” يتميز بطقوس فريدة ورثها المغاربة عن أجدادهم، مثل الأمداح الدينية والتصوف، مشددًا على احترام العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي السني وتصوف الجنيد.
كما أشار إلى أن شهر رمضان كان تقليديًا مناسبة للمصالحة والتسامح وصلة الرحم، لكنه لاحظ تراجع هذه القيم في المجتمع المعاصر.
واختتم العنزي حديثه بدعوة إلى الدفاع عن “تمغربيت”، وهي الخصوصية الثقافية والحضارية والدينية التي تميز المغرب.
وأكد على ضرورة خوض “معركة جماعية” لحماية الموروث الثقافي والحضاري والتاريخي المغربي، قائلًا: “نحن أصحاب حضارة كبرى أكبر من حضارة الإغريق والرومان ومن حضارة العرب ومن حضارة المسلمين أيضًا.
وأضاف العنزي نحن المغاربة قرونا وقرونا في دولة ممتدة قبل مجيء الإسلام. حان الوقت أن نتصالح مع ذواتنا كمغاربة وأن لا نعيش الاستلاب.”
