شهدت عدد من مناطق المملكة انتعاشا ملحوظا في مخزونها المائي، وذلك بفضل التساقطات المطرية الأخيرة، حيث ارتفع منسوب المياه في السدود الوطنية إلى نحو 6.3 مليارات متر مكعب، مما رفع نسبة الملء إلى 37.92%.
إذ يأتي هذا التحسن بعد فترة من التراجع الناجم عن قلة الأمطار في السنوات الماضية.
ويعد سد الوحدة بإقليم تاونات من أكثر المنشآت التي استفادت من هذه التساقطات، حيث ارتفع مخزونه بنحو 1.24 مليون متر مكعب، لتصل نسبة الملء إلى 55%.
حيث يعتبر هذا السد من بين أكبر المنشآت المائية في المملكة، نظرا لدوره الحيوي في تزويد عدة مناطق بالمياه وضمان استمرارية الموارد المائية.
فيما تكشف المقارنة مع العام الماضي عن تحسن واضح، حيث لم تتجاوز نسبة الملء آنذاك 26.84%، بمخزون مائي يقارب 4.3 مليارات متر مكعب، مما يعني زيادة بنحو 2 مليار متر مكعب خلال عام واحد، حيث يُعزى هذا التطور إلى انتظام التساقطات المطرية، بالإضافة إلى جهود ترشيد الاستهلاك وتحسين إدارة الموارد المائية.
ورغم هذا التحسن، لا تزال هناك تفاوتات بين الأحواض المائية، حيث تصدر حوض اللوكوس قائمة الأحواض الأكثر امتلاء بنسبة 61.63%، يليه حوض أبي رقراق بـ 59.03%، ثم تانسيفت بـ 54.59%.
وفي المقابل، سجلت أحواض سوس ماسة ودرعة واد نون نسبا ضعيفة لا تتجاوز 30.93%، بينما جاء حوض أم الربيع في أدنى مرتبة بنسبة 10.45%، ما يثير المخاوف بشأن إمدادات المياه في هذه المناطق.
هذا ويظل تدبير الموارد المائية من أكبر التحديات التي تواجه المملكة، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤدي إلى تقلبات حادة في معدلات الأمطار.
ومع تزايد الضغط على المياه نتيجة ارتفاع الطلب، يبرز ضرورة تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية المائية، وتبني استراتيجيات مستدامة لضمان الأمن المائي والاقتصادي في المستقبل.