قال عمر هلال، المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، إن الولايات المتحدة الأمريكية أبدت رغبة واضحة وجدية في طيّ صفحة نزاع الصحراء المغربية بشكل نهائي.
وأكد هلال، في تصريحات صحفية على هامش الاجتماعات الأممية، أن هذا الموقف يعكس تحوّلًا مهمًا في الدينامية الدبلوماسية المحيطة بهذا الملف، مشيرًا إلى أن واشنطن باتت تنخرط بشكل أكثر فعالية في دعم جهود التسوية السياسية المبنية على المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
وأضاف المسؤول المغربي أن المغرب يرغب في أن تُتوَّج هذه الدينامية الدبلوماسية بحل نهائي وشامل لهذا النزاع المفتعل، بما يتيح للمملكة الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء في نوفمبر 2025، في أجواء يطبعها النصر الدبلوماسي والاستقرار الوطني. ويعكس هذا التطلّع طموح المغرب إلى تجاوز حالة الجمود، والانخراط الكامل في مسار تنموي متكامل يشمل جميع أقاليمه، في إطار السيادة الوطنية.
وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن الموقف الأمريكي لا يُعدّ مجرد دعم سياسي، بل يمثل اعترافًا متجدّدًا بمصداقية مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة، والتي باتت تحظى بقبول متزايد على الصعيد الدولي، باعتبارها الحل الواقعي الوحيد الذي يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة ويضمن الحقوق والتنمية.
ويأتي هذا الموقف الأمريكي في سياق دعم عدد من الدول الكبرى لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدّم به المغرب منذ عام 2007، والذي تعتبره الرباط الحل الواقعي والنهائي للنزاع.
ويتجلّى هذا الدعم في المواقف الإيجابية التي تبديها عدد من العواصم الدولية المؤثرة، وفي تزايد عدد القنصليات التي تم افتتاحها في مدينتي العيون والداخلة، تعبيرًا عن اعتراف فعلي بمغربية الصحراء.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت قد اعترفت، في ديسمبر 2020، بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، في خطوة وُصفت آنذاك بالتاريخية، وفتحت الباب أمام تحولات في المواقف الدولية تجاه ملف الصحراء المغربية.