أعلنت عشرات المنظمات والنقابات حول العالم، من بينها هيئات مغربية بارزة، انخراطها في حملة دولية تطالب بوقف عمليات شحن الإمدادات العسكرية إلى إسرائيل، ودعت إلى تحركات جماهيرية لعرقلة عبور سفينتي الشحن “Maersk Detroit” و”Maersk Nexoe” في عدد من الموانئ العالمية، من بينها الموانئ المغربية.
وفي بيان مشترك نُشر ضمن حملة “#MaskOffMaersk”، طالبت نحو 40 منظمة دولية شركة الشحن العملاقة ميرسك بالتوقف الفوري عن نقل مكونات طائرات F-35 ومختلف المواد العسكرية التي تُستخدم في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
ومن بين الموقعين من المغرب، حضرت كل من حركة BDS المغرب، الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مغربيات ضد التطبيع، أطاك المغرب، إضافة إلى الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب.
وشملت قائمة التوقيعات منظمات دولية من بينها حركة الشباب الفلسطيني في أوروبا وأمريكا، اللجنة الوطنية لحركة BDS في فلسطين، الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام، وحملة “لندن من أجل فلسطين حرة”، إلى جانب حركات ومنظمات من فرنسا، إسبانيا، تونس، تركيا، الأردن، مصر، الكويت وسوريا.
ودعا البيان إلى ممارسة ضغط شعبي ونقابي على السلطات المغربية من أجل منع دخول السفينتين إلى الموانئ الوطنية، معتبرًا أن السماح بعبور هذه الشحنات يُعد “تواطؤًا في الإبادة الجماعية”، ويناقض الإرادة الشعبية المغربية الرافضة للتطبيع، والتوجه الدولي المتصاعد نحو حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
كما طالب الموقعون الحكومات وسلطات الموانئ وشركات اللوجستيك بـ”الوقف الفوري لجميع أشكال التعاون في تمرير الشحنات العسكرية إلى إسرائيل”، معتبرين أن تسهيل هذه العمليات يُسهم في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني.
ووجّه البيان دعوة مباشرة إلى النقابات العمالية وعمّال الموانئ والشركات والنقل البحري بعدم الانخراط في هذه العمليات، أو تغطية نقل الشحنات العسكرية تحت غطاء الصادرات التجارية، مؤكدًا أن الكثير من هذه التحركات تجري دون علم أو موافقة العمال.
وأكدت المنظمات أن اللحظة تتطلب تصعيدًا في العمل الشعبي والنقابي، ومقاومة ما وصفته بـ”الهجمات الأمريكية-الإسرائيلية على نضال الشعب الفلسطيني”، مشددة على ضرورة تشكيل جبهة تضامن عالمية ترفع شعار: “الشعوب تقف مع غزة – حظر الأسلحة الآن”.
ويشير البيان إلى أن الشحنة المعنية تتضمن معدات مرتبطة بسلسلة توريد طائرات F-35، إضافة إلى مواد عسكرية ذات استخدام مزدوج، يتم شحنها من مصنع “Plant 4” التابع للقوات الجوية الأمريكية في فورت وورث – تكساس، وتصل في النهاية إلى قاعدة “نفاتيم” الجوية الإسرائيلية.
ويُعد هذا التحرك من أبرز موجات التعبئة العالمية ضد استمرار تسليح إسرائيل في ظل الحرب على غزة، ويعكس تنامي الأصوات النقابية والمدنية المطالبة بـوقف التواطؤ الدولي في الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، خصوصًا في ظل تزايد الأصوات الرافضة للتطبيع في المنطقة المغاربية.
