كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية، في أحدث تقرير لها، عن إمكانية اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بنقل قاعدة “روتا” العسكرية من إسبانيا إلى بلد آخر، كالمغرب الذي يتوفر على نفس الخصائص الجغرافية التي تتميز بها القاعدة في إسبانيا.
وفور تداول هذا التقرير، أعرب مختصون في الشأن السياسي عن قلقهم بشأن مستقبل هذه القاعدة العسكرية، والقرارات التي قد يتخذها الرئيس الأمريكي بسبب رغبته في تقليص التواجد الأمريكي في أوروبا، خاصة بعد مواقف بعض الدول الأوروبية التي تعارض تحركات واشنطن الخارجية، على غرار الحرب في أوكرانيا وملف “غرينلاند”.
ويشير التقرير الأمريكي إلى أن تولي ترامب رئاسة البيت الأبيض من جديد قد يقلب الحسابات، خاصةً وأن تصريحاته الأخيرة انتقد فيها “الركوب المجاني الأوروبي”، داعيًا الدول الأوروبية إلى تولي حماية نفسها بنفسها.
وتابع المصدر ذاته أن بيت هيغسيت، وزير الدفاع الأسبق، كشف أن الحماية الأمريكية لأوروبا لن تدوم دائمًا، وأن ماركو روبيو، وزير الخارجية، قلل من التقارير التي تتحدث عن اتجاه الإدارة الأمريكية نحو تخفيض مرتقب للقوات الأمريكية.
من جهة أخرى، وصف المستشار الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، تجديد تأكيد الولايات المتحدة على اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه بأنه “قوي” و”لا لبس فيه”.
وخلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي في دجنبر/كانون الأول 2020، أبلغ الرئيس دونالد ترامب جلالة الملك بأنه أصدر مرسومًا رئاسيًا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة وبأثر فوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية.
وكتب المستشار المقرب من الرئيس الأمريكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، نُشر يوم الجمعة: “تصريح قوي لكاتب الدولة روبيو يؤكد مجددًا، وبشكل لا لبس فيه، الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء”.
وأرفق بولس رسالته بالتدوينة التي نشرها رئيس الدبلوماسية الأمريكية، ماركو روبيو، على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي أورد فيها ما جاء في البيان الصحفي الرسمي لوزارة الخارجية الذي نُشر في أعقاب مباحثاته، في 8 أبريل/نيسان في واشنطن، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.
وهكذا، أكد كاتب الدولة مجددًا أن الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على صحرائه وتدعم مقترح الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة باعتباره “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع” الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وحرص روبيو على التأكيد على حسابه على “موقع X”: “التقيت بوزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة للتأكيد مجددًا على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والمغرب. وأكدت مجددًا أن الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء”، و”تدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لهذا النزاع”.