سجل الذهب اليوم الثلاثاء قفزة تاريخية، متجاوزًا حاجز 3500 دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخه. هذا الارتفاع “غير المسبوق” يعكس حالة القلق المتزايدة في الأسواق العالمية، مدفوعة بالضبابية الاقتصادية التي عززت مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
في تفاصيل التداول، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة ملحوظة بلغت 2.2%، ليصل إلى 3493.41 دولارًا للأوقية. وقبيل هذا الارتفاع، لامس الذهب مستوى قياسيًا جديدًا عند 3500.10 دولارًا للأوقية. بالتوازي مع ذلك، شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب ارتفاعًا بنسبة 2.3% لتصل إلى 2502.40 دولارًا.
وقد حقق الذهب، مكاسب متتالية منذ بداية العام، مسجلًا ارتفاعًا بنحو 33%. هذا الصعود يعكس مخاوف المستثمرين بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بدءًا من التضخم المحتمل ومرورًا بعدم اليقين الجيوسياسي، وصولًا إلى احتمالية تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
يعزو محللون هذا الارتفاع القياسي إلى عدة عوامل متضافرة، أبرزها الضبابية الاقتصادية التي تدفع المستثمرين نحو أصول آمنة كالملاذ الأخير. كما يترقب السوق عن كثب تعليقات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، على أمل الحصول على رؤى حول مستقبل السياسة النقدية، خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة. إضافة إلى ذلك، تساهم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في تعزيز الطلب على الذهب كمخزن للقيمة في أوقات الأزمات.
وشمل التأثير الإيجابي معادن نفيسة أخرى. ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 32.80 دولارًا للأوقية، في حين زاد البلاتين بنسبة 1.1% ليصل إلى 972.20 دولارًا. كما صعد البلاديوم بنسبة 2.2% إلى 948.14 دولارًا للأوقية.
يبقى السؤال الأهم: هل سيستمر الذهب في تحطيم الأرقام القياسية؟ يرى بعض المحللين أن الظروف الحالية قد تدفع الذهب إلى مزيد من الارتفاعات، في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.
في المقابل، يحذر آخرون من أن أي تغيير في السياسات النقدية من قبل البنوك المركزية الكبرى، أو تحسن مفاجئ في الأوضاع الاقتصادية، قد يؤدي إلى تصحيح في أسعار الذهب. في النهاية، يظل الذهب محط أنظار المستثمرين والمراقبين، في انتظار ما ستسفر عنه التطورات الاقتصادية والسياسية القادمة.