ينظم المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، بشراكة مع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية وعمالة إقليم طانطان، ورشات تكوينية فنية موجهة لفائدة اليافعين والشباب. تمتد هذه الورشات على مدار ثلاثة أيام بدار الشباب طانطان، حاملة شعار “إيزاداك خارج أسواره”.
تسعى هذه المبادرة، حسب المنظمين، إلى تمكين المشاركين من أدوات التعبير الفني وخلق مساحات جديدة للإبداع والابتكار. وتندرج ضمن الجهود المشتركة بين الفاعلين الوطنيين والمحليين للنهوض بالفعل الثقافي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، عبر تعزيز حضور الفن في الحياة اليومية وربط الجوانب التربوية والتعليمية بالأبعاد الفنية والجمالية، بما يسهم في ترسيخ قيم المواطنة والانتماء والتعدد الثقافي.
ويهدف شعار “إيزاداك خارج أسواره” إلى جعل التربية الفنية والثقافة رافعة أساسية للتنمية المستدامة. ويؤكد القائمون على المبادرة أن الاستثمار في الطاقات الإبداعية، خاصة لدى فئتي اليافعين والشباب، من شأنه أن يسهم في بناء مجتمع منفتح ومتوازن ومتماسك، قادر على تحويل التعدد الثقافي إلى مصدر قوة وإبداع وتجديد.
ويتضمن البرنامج التكويني لهذه الدورة مجموعة غنية من الورشات التفاعلية المتخصصة، يشرف على تأطيرها نخبة من الفنانين والأساتذة المرموقين، تضم الفنانة جليلة التلمسي، الفنان عبد الرحيم التميمي، الفنانة حنان العلام، الأستاذ الباحث عمر سعدون، الفنان سعيد عامل، الأستاذ الباحث السينوغراف طارق الربح، والوسيطة الثقافية مريم لحلو. وتشمل الورشات مجالات متنوعة كالارتجال المسرحي، فن الحكي، التعبير الجسدي، الرقص الفني، السينوغرافيا، والفن التشكيلي.
وقد صُممت هذه الورشات لتلبية احتياجات مختلف الفئات العمرية المشاركة، في جو من التعلم الجماعي والانفتاح، مما يتيح للمستفيدين فرصة اكتشاف قدراتهم الفنية، صقل مهاراتهم الإبداعية، والتعبير عن ذواتهم بلغة الفن المتعددة الأبعاد.
تُعد هذه الدورة خطوة عملية وميدانية هامة في اتجاه تفعيل دور المراكز الثقافية كمنصات حيوية للتنشيط الثقافي والفني على المستوى المحلي، وكفضاءات للتعلم والتفاعل والإبداع. كما تجسد هذه المبادرة الجماعية حرص المؤسسات الشريكة على إدراج الثقافة والفن ضمن أولويات العمل التنموي، من خلال مشاريع ملموسة تستثمر في الإنسان وتراهن على قدراته وطاقاته الخلاقة.