الرئيسية / ثقافة و فن / من "موكادور" مهرجان كناوة... سمفونية تمتزج فيها الموسيقى بالروح وحكايات الحياة

من "موكادور" مهرجان كناوة... سمفونية تمتزج فيها الموسيقى بالروح وحكايات الحياة

ثقافة و فن
فبراير.كوم 20 يونيو 2025 - 11:00
A+ / A-

انطلقت فعاليات مهرجان كناوة وموسيقى العالم في دورته الـ26، وانطلقت معه الأهزيج والاحتفالات التي عمت المدينة، لتشكل لوحة حية ترسمها حكايات إنسانية عميقة، وتجسدها أرواح فنانين حملوا تراثهم من كل أنحاء المغرب ليجتمعوا في مدينة الرياح، باعثين رسائل في الحب، الصمود، والتشبث بالجذور.

قصص إنسانية خلف “الكمبري” والطبل: معلمة تقاوم السرطان وزوجان جمعهما “الحال”

من بين الحشود والأصوات، قصة استثنائية تحملها “مقدمة”، خديجة شناف، من مدينة آسفي، التي تشارك في المهرجان منذ عام 2003. بصوت يفيض صمودا، تقول: “أنا المرأة الوحيدة التي بقيت في هذا الحال مدة 26 عام”. قصتها لم تتوقف عند كونها عاشقة لكناوة، متخذة معركة شخصية ملهمة، حيث تضيف بفخر: “أنا محاربة للسرطان، وأمثل جمعية محاربة السرطان بآسفي”.

مشاركتها هذا العام، بعد أن غابت في الدورة السابقة بسبب المرض، هي انتصار للحياة وللفن على حد سواء. وبجانبها يقف زوجها، “المعلم” الذي يدعمها بلا كلل. هو الذي أدخلها إلى عالم كناوة بعد أن رأى فيها ما يميزها، يصف علاقتهما قائلاً: “هي الروح، هي الحياه”، مؤكداً أن الرابط الروحي هو أساس علاقتهما الفنية والإنسانية. ويستشهد بالمقولة الشعبية: “اللي بغى يتزوج يجيب الكناوية”، ليختصر قصة ثنائي فريد جمعهما الفن ووحّدتهما الروح.

كناوة وعيساوة: حين تلتقي الثقافات في بوتقة المحبة

لا يقتصر المهرجان على فن كناوة وحده، بل أضحى  فضاء رحب لتلاقح الثقافات، وهو ما يؤكده أحد المشاركين من الطائفة العيساوية، موضحا أن العلاقة بين كناوة وعيساوة تتجاوز الموسيقى لتصل إلى جوهر الأخوة: “تيتشاركوا في كلشي، المحبة والصداقة تتجمعهم”.

ويشير إلى أن التشابه يصل إلى “الطروحات” و”الملوك”، لدرجة أنه يمكن لفرقة أن تبدأ الليلة بفن عيساوة وتكملها بكناوة دون أي “نشاز”.

هذا التجانس يعكس فسيفساء التراث المغربي الغني، حيث تصبح المنصة مساحة للحوار الروحي والفني، وتتحول “الجدبة” من مجرد طقس إلى تعبير عن التقرب إلى الله، كما يصفها أحد “الجدابة”: “حنا تنآمنوا بالله… هو اللي كاين قادر على ما في السماوات وما في الأرض”.

بين قدسية “الزاوية” وصخب “الخشبة”: جيل جديد يحمل المشعل

يحمل الشباب راية هذا التراث بفهم ووعي. أحد المعلمين الشباب، الذي نشأ في أسرة كناوية ويشارك في المهرجان منذ عام 2001، يشارك رؤيته العميقة للفرق بين الأداء في فضائين مختلفين. يقول: “في الزاوية كيخدموا فيها الحال، كناوة بلدية بالبخور والعادة… داكشي بلدي”، أما الخشبة، فهي مساحة مختلفة.

هذا الفهم يعكس نضج الجيل الجديد من الفنانين، الذين لا يحافظون على التقاليد فحسب، بل يمتلكون المرونة لتقديمها برؤية معاصرة دون المساس بجوهرها الروحي، محافظين على التسلسل المقدس لـ”الليلة” من “الصلاة على النبي” إلى “تفتيح الرحبة” و”الملوك”.

رسالة شكر وعرفان

على لسان كل مشارك، كلمة شكر وامتنان للمنظمين الذين يتيحون لهم هذه “الفرصة للتنفس” والالتقاء وتبادل الخبرات. كما عبروا عن حبهم لمدينة الصويرة التي ترحب بالجميع من داخل المغرب وخارجه، واصفين إياها بـ “بلاد العز اللي زارها من بعيد كيتهز”.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة