حزين حد الثمالة وغارق في اليأس، هكذا بدا نور الدين بحثي وهو يتجرع مرارة الحداد التي لم يصدقها منذ أسبوع، وهو ينتظر أن يأتيه خبر يكذب مواقع يمنية استبقت الإعلان عن وفاة ابنه.
كان قلبه ينزف دما وهو يتلقى التعازي، وقد حاولت بعض من كلمات المواساة أن تجبر بخاطره دون جدوى، فوحده يعلم مساحة الأسى والقهر التي تركها رحيل ابن استثنائي.
لكن، بعد أن سلمت اليمن للمغرب جثة الشاب ياسين بحثي، وبعد أن أكد تحليل الحامض النووي، أن الجثة للربان ياسين الذي كان يقود الطائرة “اف 16″، لم يعد ثمة مكان للأماني.
انتهت كل الأحلام، وقد حاول الأب نور الدين أن يسند ظهره على كرسي خلف كراج، عله يخفف جزءا من ألم المصاب وفاجعة كبرى، لكن كما تشاهدون ففي عينيه خفت بريق السعادة ورحيل ياسين دفن معه الحق في الأمل إلى الأبد.