الثامن من دجنبر ليس يوما عاديا، على الأقل بالنسبة للبيضاويين الذين خرجوا ليستبقوا بنادق الاستعمار بصدورهم العارية.
لا يمكن لجيل الاستقلال أن ينسى الثامن من دجنبر 1952، حينما خرج البيضاويين للاحتجاج على مقتل الزعيم التونسي فرحات حشاد، حيث سقط الضحايا وسالت الدماء وغطت رائحة الرصاص الحي الذي انطلقات منه الاحتجاجات «حي كاريان سانطرال»، حتى سميت الأحداث باسم هذا الحي الصفيحي.
ليلة اليوم الأسود، بعث باشا المدينة الشهير «بونيفاس» براحا يتوعد البيضاويين الخروج في اليوم الموالي، لكن الساكنة لم تستجب وخرجتي الكثير من سكان الحي، استجابة لدعوة الاتحاد العام للنقابات المغربية، فكان مصيرهم القتل، منهم من دفن في الحي القصديري خوفا من تزايد عدد الضحايا أثناء محاولة دفنهم في المقبرة.
لم تنتهي الأحداث الأليمة عند هذا الحد، بل طوقت القوات الاستعمارية مقر الاتحاد العام مساء ذات اليوم، حينما كان النقابيون مجتمعون لتدارس مخلفات الأحداث، وقد سمحت لهم القوات الاستعمارية دخول المقر لتصيدهم، حيث اقتحمت بعدها المقر واعتقلت الكثير وصفت آخرين، وهو الحدث الذي سمي بـ«مصيدة لاسال» كناية باسم الشارع الذي كان يضم مقر الاتحاد العام، والذي سمي بعدها شارع فرحات حشاد.
