قام مجموعة من الممثلين والمبدعين المشاركين في الدورة السادسة لمهرجان مكناس للدراما التلفزية التي اختتمت فعالياتها اليوم الأربعاء بزيارة لنزلاء المؤسسة السجنية ” تولال 2 ” في التفاتة إنسانية وتضامنية لقيت استحسانا كبيرا من طرف النزلاء .
واستهدفت هذه المبادرة الإنسانية التي نظمتها مؤسسة مهرجان مكناس للدراما التلفزية بشراكة وتعاون مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء إشراك نزلاء هذه المؤسسة السجنية في الاستفادة والاطلاع على الأفلام المبرمجة بهذه المناسبة ومجالسة الفنانين والمبدعين المشاركين في هذا الحدث الثقافي والفني .
كما سعت هذه الالتفاتة التي نظمت بتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بمكناس والتي أضحت تقليدا سنويا تنظمها مؤسسة مهرجان مكناس للدراما التلفزية منذ انطلاقته إلى دعم النزلاء ومساندتهم والتضامن معهم وبالتالي التحفيف من وطأة السجن وتشجيعهم على الاندماج في المجتمع بعد الإفراج عنهم.
وحسب قال مدير السجن المحلي ” تولال 2 ” محمد البوشبتي قال إن هذه الالتفاتة التي قام بها الممثلون والمشاركون في هذه التظاهرة الثقافية والفنية تعكس بحق روح التضامن والوطنية التي يتميز بها الفنانون المغاربة والذين أبوا إلا أن يجعلوا من هذه المؤسسة السجنية إحدى المحطات الأساسية والمحورية في احتفائهم بالفن والإبداع وإشراك نزلائها وموظفيها في الاستفادة والاطلاع على الأفلام المبرمجة .
واعتبر البوشبتي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه المبادرة تشكل خطوة محمودة لأنها تصب في عمق توجهات المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج نحو انفتاح المؤسسات السجنية على المحيط الخارجي بمختلف مؤسساته وفعالياته ذات التوجهات الإنسانية والتضامنية والمساهمة بالتالي في تهذيب الروح والسلوك وتهييئ نفسية النزيل لمعانقة الحرية .
ومن جهته أكد السيد خالد الأزمي منسق مركز المصاحبة وإعادة الإدماج التابع لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء في تصريح مماثل على أهمية هذه المبادرة التي تندرج في إطار برنامج فني وثقافي مندمج سطرته المؤسسة يرتكز على اعتبار التظاهرات الثقافية والفنية آلية أساسية ومحورية لإعادة إدماج السجناء .
وقال إن زيارة الفنانين والممثلين والمبدعين والمخرجين للمؤسسة السجنية ( تولال 2 ) ومجالسة السجناء والإنصات إليهم ودعمهم والتي حظيت باستحسان كبير من طرف النزلاء تصب في الجهود المبذولة لدعم هذه الفئة وتهيئتهم لما بعد الإفراج عنهم مع تتبع أوضاعهم بهدف إعادة إدماجهم في المجتمع بشكل طبيعي وسلس .
وبدوره أكد السيد محمود بلحسن مدير مهرجان مكناس للدراما التلفزية أن زيارة المشاركين في هذا الحدث الثقافي والفني تندرج في إطار الأنشطة الموازية التي دأب المهرجان على تنظيمها وتروم بالأساس الانفتاح على المؤسسات السجنية والإصلاحية وعلى مختلف الشرائح الاجتماعية .
وقال إن هذه التجربة كانت ومنذ انطلاقتها قبل سنوات مهمة في مراميها وأهدافها باعتبارها عكست تفاعلا وإصرارا من طرف النزلاء الذين أبدوا رغبتهم في استمرارها باعتبارها تتيح لهم اللقاء بالمبدعين والفنانين مع الاطلاع والتعرف على بعض الإنتاجات الفنية .
وتضمن برنامج هذه المبادرة الإنسانية والتضامنية التي حظيت بتفاعل وقبول كبيرين من طرف النزلاء عرض فيلم مع تنظيم عدة أنشطة وتظاهرات بعضها قدمها نزلاء المؤسسة السجنية .
يشار إلى أن الدورة السادسة لمهرجان مكناس للدراما التلفزية التي اختتمت اليوم الأربعاء بالعاصمة الإسماعيلية عرفت تكريم الفنانة ثريا جبران والفنان محمد التسولي .
وتميزت الدورة الحالية لهذا الحدث الثقافي والفني الذي نظمته ” جمعية العرض الحر ” بشراكة وتعاون مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية والقناة الثانية بحضور قوي لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال ( مؤسسة أبو ظبي للإعلام ) كثمرة تعاون انطلق منذ تكريم هذا البلد في الدورة الثالثة لمهرجان مكناس وتكرس في النسخة الحالية بحضور وفد إماراتي يضم فنانين وإعلاميين .
وتضمن برنامج هذه التظاهرة التي نظمت بتعاون مع مجلس جهة فاس مكناس وجماعة مكناس بتقديم عروض في الدراما المغربية وأخرى عربية تمثل إنتاجات جديدة ل ( مؤسسة أبو ظبي للإعلام ) والمملكة العربية السعودية وكذا تركيا مع الانفتاح لأول مرة على إفريقيا من خلال إنتاجات من الكوت ديفوار والسنغال فضلا عن أعمال إبداعية من فرنسا .
