الرئيسية / سياسة / أربع اعتبارات لتعيين رئيس ألمانيا السابق مبعوثا للصحراء

أربع اعتبارات لتعيين رئيس ألمانيا السابق مبعوثا للصحراء

كولر
سياسة
حسن قديم 17 أغسطس 2017 - 11:20
A+ / A-

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس  الأربعاء بنيويورك، عن تعيين الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر، مبعوثا شحصيا له  إلى الصحراء، خلفا لكريستوف روس ، الذي قدم استقالته مارس الماضي.

محمد العربان، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، يرى بأن هذا التعيين لم يكن مفاجئا  لعدة اعتبارات، أولا نظرا  للفراغ الذي عرفه هذا المنصب منذ مارس الماضي، تاريخ استقالة روس، وهو غير مفاجئ أيضا بالنظر لما عرفته قضية الصحراء من انسداد وجمود في عهد روس رغم عقد بضعة جولات من المفاوضات بين المغرب وجبهة “البوليزاريو”  تحت الرعاية الأممية والتي لم تفض إلى أي انفراج في الملف.

والاعتبار الثاني يقول العربان في تصريحه لموقع «فبراير»: هو  ” الموقف المغربي الصارم اتجاه ما وصفها بالانزلاقات  الديبلوماسية للامين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي المكلف بالملف كريستوفر روس منذ يناير 2009..والتي تمحورت أساسا في عدم أهليته للوساطة الديبلوماسية في القضية وتوريطه للامين العام السابق في زيارة متهورة لمخيمات تندوف، والإدلاء حينها بتصريحات اقل ما يقال عنها أنها غير موضوعية ومنحازة ومستفزة، ولا تليق بأمين عام لهيئة دولية غايتها حفظ الأمن والسلم الدوليين على أساس الشرعية الدولية والحياد..بالإضافة إلى إحساس مغربي بأن كريستوفر روس غير مؤمن بخيار الحكم الذاتي ولا يعيره كبير أهمية ولا يأخذه على محمل الجد”.

والاعتبار الثالث الذي يجعل هذا التعيين غير مفاجئ يرجعه العربان إلى عرف  ديبلوماسي أممي ” والذي يقتضي إعمال مبدأ التناوب بين القارتين الأوروبية والأمريكية في تعيين المبعوثين الشخصيين المكلفين بالقضية..كريستوفر روس الأمريكي كان أخرهم وبالتالي خلفه ما كان ليخرج من القارة الأوروبية”.

وبخصوص الاعتبار الرابع يؤكد أستاذ العلاقات الدولية على أنه راجع “إلى التغيير الذي عرفته قمة هيكلة الأمم المتحدة بتعيين انطونيو غوتيريس خلفا لبان كي مون..فالعرف هنا يقتضي بان لكل أمانة عامة رؤية مختلفة عن سابقتها يفترض لاجرأتها فريق جديد يستطيع بلورة فلسفة الامين العام الجديد.

 وفيما يخص الانتظارات المعلقة على هذا التعيين يشير المتحدث نفسه إلى أنها “مرتبطة أساسا بتوافقات القوى الكبرى الفاعلة في المنظمة الأممية”، مضيفا أن “القوى الكبرى داخل مجلس الأمن مازالت تصنف قضية الصحراء على أنها “صراع منخفض التوتر” عكس أزمات وصراعات أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط، وبالتالي استمرار تداوله داخل نطاق الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة”.

وسجل العربان أن هذا الفصل “يركز على مبدأ توافق أطراف النزاع على الحل وعلى تشجيع الوسائل السلمية لحل النزاعات وغياب أي إمكانية لفرض حل معين مما يفسر طول الصراع وتعقد الحل”.

وزاد قائلا إن مع “تعيين هورست كوهلر لا يمكننا إلا أن نتفاءل بحلول مقاربة جديدة لتدبير الملف أساسها البركماتية والواقعية “، هذا التفاؤل يرجعه  العربان  إلى” سيرة الرجل ومساره المهني وهو الذي خبر عالم المفاوضات وتدبير المحطات الانتقالية سواء أثناء إشرافه على مفاوضات توحيد العملة بين الألمانيتين أو تزعمه للوفد الألماني في مباحثات ماستريخت والتي توجها بترؤسه للبنك الدولي ولرئاسة الجمهورية الألمانية”.

واستدرك قائلا ” أكيد بان الرجل مفتقد للتجربة السياسية الكافية لتذويب الجليد وسط ملف معقد كملف الصحراء..لكننا نعول على براغماتياته وخبرته الاقتصادية والتفاوضية للدفع بمسلسل المفاوضات من جديد وتقريب وجهات نظر الأطراف ،الرجل بدون خبرة واقعية بمشاكل افريقيا، لكنه سبق وان قال إبان ترؤسه للجمهورية الألمانية بان..خلاص الإنسانية مرهون بمصير إفريقيا “

وشدد العربان على أن الحفاظ على وحدة إفريقيا  وعلى تشجيع اندماجها الاقتصادي والمالي والذي لن يتأتى إلا عبر حل لقضية الصحراء أساسه حفظ الحقوق التاريخية والوحدة الترابية والتوجه قدما نحو المستقبل

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة