الرئيسية / بانوراما / ربورطاج بالصور.. بوجلود طقس إحتفالي مغربي في عيد الأضحى

ربورطاج بالصور.. بوجلود طقس إحتفالي مغربي في عيد الأضحى

بانوراما
لعرج محمد 17 أغسطس 2019 - 15:02
A+ / A-

تشهد منطقة ادويران إيمنتانوت منذ مئات السنين خلال أيام عيد الأضحى، احتفالات شعبية تسمى بمهرجانات “بوجلود”، أبطالها أشخاص يرتدون جلود ” الأكباش”، و “الماعز”، كشكل احتفالي فلكلوري، لإدخال الفرحة على قلوب الساكنة.

ومع كل مناسبة يتم فيها استحضار هذه الطقوس الاحتفالية، تتعالى أصوات بعض رجال الدين بالمنطقة، لإلغاء “بيلْماون” أو “بوجلود” أو “هْرّْما” أو “بولبطاين”…إلخ. وإصدار فتاوى فقهية تدعو إلى التخلي عن هذه العادات والتقاليد الأمازيغية المترسخة في المجتمع المغربي، والتي يعتبرونها حرام وأصلها من “اليهود”..

“فبراير” تنقل أجواء بوجلود بالعيد “.

انتقلت جريدة “فبراير.كوم” إلى منطقتي إدويران، و إيمنتانوت التابعتين لجهة مراكش أسفي، واللاتي تبعدن عن الدار البيضاء بحوالي 360 كيلومتر، وذلك لتسليط الضوء على فلكور له امتدادات تاريخية.

في أول الأمر استقبلنا مجموعة من الشباب من منطقتي ادويران إيمنتانوت، وبدأو يشرحون لنا طريقة التنكر عبر جلود الماعز و”الأكباش” ، مؤكدين في نفس السياق على أن هذا الفلكلور يروم أساسا للمساهمة في المحافظة على هذا التراث اللامادي للمملكة، وفسح المجال أمام شباب الحي لإبراز مواهبهم، إضافة إلى إهداء الفرجة لساكنة الحي المتعطشة للأنشطة الثقافية والاجتماعية.

بتقنية عالية يتم تخيط الجلود من طرف شخص له تجربة في ذلك، إذ يقوم في الغالب بجمع 6 إلى 7 جلود، ليشكل بها لباس موحد، كمايتم سلخ جلد رأس الماعز لكي يحافظ على شكله ليتألم مع وجه “بوجلود” في شكل متناسق.

مباشرة بعد صلاة العصر، ثاني أيام عيد الأضحى، تبدأ أفراد فرقة “بوجلود” في الانطلاق، للتجوال في دروب الأحياء السكنية، وتتكون المجموعة من أكثر 20 شخصا، بعضهم يدق الطبول” وفق ضربات متتالية محدثا لحنا شبيها بالألحان الإفريقية الصادحة، وبعضهم يرقص على هذه النغمات، وبعضهم الآخر يقوم بطرد الأطفال “هرما” إلى أقصى مدى ممكن، لسماح للموكب للمرور.

الفرقة وهي تتجول وسط دروب امنتانوت، شهدت إقبالا جماهيريا غفيرا من كل الفئات نساءا ورجال وأطفال صغار، الكل يرقص على نغمات بوجلود، التي تتخلدها الساكنة كل سنة. هكذا استمرت الاحتفالات إلى ساعات متأخرة من الليل، وسط تجمع كبير للساكنة، الذين حجوا من مختلف مناطق المجاورة للمدينة.

غالبية أفراد فرقة “بوجلود” شباب يافعين، أكدوا على أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة الاحتفالية هو إخراج أيام العيد من الروتينية اليومية، وتمتيع الجموع الغفيرة براقصات ولوحات فنية ألفت ساكنة المدينة الاستمتاع بها ومشاهدتها في ثاني أيام عيد الأضحى.

فرقة “هرما” يكون بتنظيم محكم، وتقسيم للأدوار، إذ يقوم كل شخص من داخل المجموعة بارتداء لباس موحد، فرقة “طبول” وفرقة “تسكوين” و فرقة “تعزة “، الى جانب “بوجلود” الذي يلبس بدوره لباسا موحدا.

واشتكى غالبية الشباب الناشطين في هذا المجال من غياب الدعم المادي من الجهات المسؤولة، على حد تعبيرهم، مؤكدين على أن هذه التقاليد ستواجه الاندثار في حالة تم الإستمرار في تهميشها ولم يتم الاعتناء بها بالشكل الكافي وتقديم الدعم المادي واللوجستكي لأصحابها .”

عيد الأضحى بدون بوجلود فرحة ناقصة.

أكد غالبية ساكنتي امنتانوت و إدويران في تصريحات عشوائية اختارها “فبراير” أن فلكلور بوجلود له مكانة خاصة لدى الأمازيغ ويشكل مصدر سعادة وبهجة، أثناء الاستمتاع باللوحات التي تقدم في كل عشية من أيام الأربعة التي توالي عيد الأضحى.

وقال إبراهيم شاب في الثلاثينيات، وهو أحد ساكنة إدويران نواحي شيشاوة أن فلكلور ” بوجلود ” تراث مغربي وجب المحافظة عليه، وفي أصله هو نشر الفرحة والسرور وجمع المال من أجل أهداف خيرية وكشكل فرجوي مغربي. ومن جهته قال عبد الرحيم أمدجار إبن منطقة إدويران، إن بيلماون هو الفن الذي يقودنا لمعرفة ما هو جمال الطبيعة، وما هو عيش السعادة، ومن تم هو القائد نحو الحياة ما دام تجسيدا وتمثيل الواقع والطبيعة.”

وأبرز أمدجار في حديثه مع “فبراير” أن بيلماون هي عادة مألوفة و معتادة لدى الناس، وهي بمثابة عقد تراثي شعبي يعرفه الصغير والكبير. أي أنه صار في لاوعي الناس وفي ذاكرتهم و وجدانهم شيئا راسخا و موجودا مألوفا بل وصار واقعا يستحضرونه في كل مناسبة عيد أضحى، أو غيره من المناسبات كعاشوراء والمولد النبوي وغيره.

وشدد أمدجار الباحث في القانون، على أنه من واجب الدولة المغربية، ودورها كبير جدا في النهوض بثقافة بيلماون الإنسانية، وعليها دعم وتشجيع تظاهراته والإرتقاء بها للمكانة التي تستحقها كثقافة ساعية لنشر قيم التعايش و السلم الإنساني والفرح والجمال، وإيصالها للعالم أجمع كما فعلت الجارة الشمالية إسبانيا.”

عصيد: لهذا السبب يحارب الإسلام السياسي “بيلماون”

أكد أحمد عصيد الباحث في الثقافة الأمازيغية، أن “بيلماون” من الطقوس الاحتفالية الأمازيغية العريقة، التي تعكس فنا فرجوياً يتقمص فيه الإنسان أدوارا حيوانية وغرائبية، وهو فرجة شعبية تمتد بجذورها في عمق التاريخ الوثني القديم، وإن كانت قد ارتبطت في المرحلة الإسلامية بأضحية العيد، حيث يلتقي فيها معنى القربان بمعنى التقمص والتمثيل والتعبير الشعبي عن مزيج من المعتقدات الشعبية والأساطير.

وأوضح عصيد في تصريح لـ”فبراير” أن هذا الطقس الاحتفالي كان معمما على كل التراب الوطني باسم “بيلماون” في المناطق الناطقة بالأمازيغية و”بوجلود” في المناطق الناطقة بالدارجة، وبوجلود ترجمة حرفية للتسمية الأمازيغية بيلماون. ويفسر الطابع الوثني القديم لهذه الاحتفالية أسباب محاربة الإسلام السياسي لها سواء التيار السلفي أو الإخواني حيث يعملون بجهد كبير على تسفهيها، غير أن الجمعيات المدنية حملت على عاتقها مهمة العناية بها وتنظيمها في صيغة “كرنفال” في عدة مدن.”

وفي السياق ذاته، أكد الناشط الحقوقي بمدينة إيمنتانوت، أبو ريحان” أن دعاة الإلغاء قليلون وهم امازيغ لكن تبنوا الفكر السلفي والتدين ولهم رايهم يحترم لكن لا يجدي نفعا امام هيجان وطوفان من الجماهير التي تواكب بوجلود، مشيرا إلى أنهم من شباب متدمر أو متدين.

وأكد أبو ريحان ان الامازيغ، لن يتخلوا عن بيلماون كيفما كانت افكار الاخرين فهو تعبير منهم عن الاقصاء والتهميش والعنصرية التي يحسون بها، مشيرا إلى أن امنتانوت تعرف شوارعها إكتظاظ بمن يتابعون سهرات ليلية لبوجلود وأغلب الاسر ترحل من بيوتها لمشاهدة هذه السهرات الفنية الفلكلورية.”

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة