كشف تقرير حديث، أنجزه المرصد الوطني للتنمية البشرية بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يحمل عنوان “أن تكون شابا في المغرب خلال الوقت الحالي”، أن 7 من كل 10 شبان مغاربة، لديهم الرغبة في الهجرة خارج أرض الوطن، وهو أعلى رقم في المنطقة العربية.
وحسب المعطيات المحينة في التقرير ذاته، فإن 68 بالمائة من الشباب المغربي يتوقعون سعادة أكبر إن هم هاجروا البلاد، مؤكدا أن فئة الشباب “إحدى الفئات الاجتماعية في المغرب التي تواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية”.
وتعليقا عن الموضوع، قال الذكتور عبد الجبار شكري، عالم النفس والإجتماع في تصريح خص به “فبراير.كوم”، إن تسقيف الوظيفة العمومية في سن تلاثين سنة، سيكون بمثابة ضغط الزر نحو نزوح الكثير من الشباب المغربي خارج أرض الوطن.
وتابع الدكتور: “يمكن تفسير الظاهرة في ظل ظروف متعددة، أولا فهي ظاهرة شادة، كون الإنسان بطبيعته لا يمكنه الانفصال بشكل مفاجئ عن عائلته وبالأحرى عن الوطن، بمعنى أن الوطن هو “الأم”، لأن أهل هذا الوطن هم من سيوفرون له الأمان والاستقرار وعدم التمييز والعنصرية داخل مجتمع متلاحم “.
وأضاف عالم الإجتماع، “الظاهرة نتاج عوامل الدفع من داخل الوطن إلى خارج الوطن، حيث نذكر من أهمها انتشار البطالة، كما يعلم الجميع هناك شباب يتوفرون على شواهد عليا ولا يزالون يحاولون البحث عن رحلة “عمل” “، موضحا إن “الدولة المغربية لم تعمل على إدماج هذه الفئة في سلك الشغل، وكما نرى اليوم حتى الوظيفة العمومة أغلقت هي الأخرى أبوابها في وجه هؤلاء الشباب الذين تتجاوز أعمارهم الثلاثين سنة، ما يدفع كل يافع اليوم لطرح علامة استفهام كبيرة حول مستقبله في ظل هذه الظروف، لأن المسؤولين بمثل هذه القرارات يحكمون على كثيرين بالإعدام والتشرد والإقصاء”.
وخلال سرده للعوامل المسببة للظاهرة، كشف عالم الإجتماع، أن غياب التغطية الصحية، وتأهيل حقيقي للمدرسة العمومية، وعدم قدرة مجموعة من الأزواج الجدد على تدريس أبنائهم بالمدارس الخاصة، هي نقاط أخرى تقف وراء رغبة 7 من كل 10 شبان مغاربة، في الهجرة ولو على حساب المعاناة من الغربة.
وأشار الدكتور، إلى أنه في الكثير من الأحيان على الرغم من إيجاد شبان لفرص شغل، خاصة الحاصلين على شهادات عليا في شعب مثل ” الفيزياء” و”الجيولوجيا” و”البيولوجيا”، لا يتأقلم معظمهم مع بيئة العمل الخالية من كل إبداع، ما يدفع إلى ارتفاع صارخ لمؤشر”هجرة الأدمغة” نحو بلدان توفر شروط البحث العلمي.
واسترسل شكري، “ليجد الشباب نفسه أمام منفد وحيد هو الهجرة، دخول مثل هذه القوانين حيز التنفيد سيرفع من رغبة الشباب المغربي بالهجرة دون أدنى شك”.
وورغم أن المغرب يعد بوابة نحو أوروبا، وحلما لآلاف المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، إلا أن عددا كبيرا من الشباب المغاربة يحاولون العبور سنويا نحو أوروبا، نظرا لافتقار الفرص الاقتصادية، سواء عبر الهجرة غير النظامية، أو بطريقة مشروعة.
